مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

ثانيًا: السيناريوهات المصرية لمواجهة طموحات الهيمنة الإثيوبية إزاء هذه الطموحات الإثيوبية، يمكن القول بوجود ثلاثة ســيناريوهات أساســية لمواجهتها؛ الأول مستبعد، والثاني محتمل الحدوث بشروط، والثالث ممكن ويحتاج لدعم وتطوير. - السيناريو العسكري 1 وهذا الســيناريو مستبعد لاعتبارات عدة، أشــرنا إليها عند الحديث عن إمكانية اســتخدام مصر اســتراتيجية الإذعان القســري التي من بين تكتيكاتهــا توجيه ضربة عســكرية للمنشآت الهيدرولوجية، ومنها: البُعد الجغرافي، والطبيعة الدولية للسد من حيث الدول والشــركات المســاهمة في بنائه، وعدم قدرة الطائرات المصرية المتاحة الأميركية ورافال الفرنسية على القيام بذلك. 16 حاليّا والمتمثلة في طائرات إف ومما يؤكد اســتبعاد هذا السيناريو تصريحات الرئيس السيسي عندما طالب، في ، وســائل الإعلام بعدم الحديث عن عمل عســكري ضد إثيوبيا، 2020 يوليو/تمــوز . ((( " معركة تفاوضية ستطول " مؤكدًا أن مصر تخوض - السيناريو القانوني 2 وهو محتمل بشرط موافقة الطرفين عليه، أو وجود نص ملزم في الاتفاق الجديد يحيل هذا الخلاف للتحكيم إلى محكمة العدل الدولية أو إنشاء محكمة دولية خاصة. لذا، حرصت إثيوبيا في البند العاشر من اتفاق إعلان المبادئ والمعروف بالبند أن يكون طلب وســاطة طرف خارجي، أو حتى اللجوء إلى وســائل قانونية، من ) x ( اختصاص رؤســاء دول وحكومات البلدان الثلاث، وأن يتم ذلك بالإجماع؛ ومن ثم فهي ترفض دائمًا اللجوء إلى فكرة التحكيم الدولي؛ ما دفع مصر إلى محاولة تفادي هذا البند في الاتفاقيات المزمع عقدها لتقنين عملية الملء والتشــغيل، لكن إثيوبيا ما زالت ترفض ذلك حتى في الاتفاقية المزمعة أيضًا. لكــن قد يقــول قائل: إذا كانت فكرة تحريك دعوى مصرية أمام محكمة العدل غير متاحة بسبب عدم النص في اتفاقية إعلان المبادئ على ذلك، هل يمكن اللجوء السيسي يرفض الحديث عن عمل عسكريضد إثيوبيا ويتوقع «مفاوضات مطولة»، الشرق الأوسط، ((( https://cutt.us/mHT1q : ) 2020 كانون الأول / ديسمبر 31 : ، (تاريخ الدخول 2020 تموز / يوليو 29

206

Made with FlippingBook Online newsletter