مليار متر مكعب تقريبًا أي أكثر من ضعف حصة مصر الحالية من 138 بمفردها قرابة ســنويّا؛ وبالتالي إذا كان أحد الآثار الســلبية لســد 3 مليار م 55 . 5 المياه والمقدرة بـ النهضة يتمثل في تناقص مخزون مياه الســد العالي، والذي قد يضطر مصر للســحب منه لاسيما في أوقات الجفاف والجفاف الممتد، فإن إنشاء هذه السدود الثلاث على مائي مصري أساسًا. وبالتالي، " احتياطي " النيل الأزرق، قد يؤدي لعدم وجود مخزون ســيصبح الأمن المائي في خطر شــديد، قد يضطرها في حينها إما للانصياع للشروط الإثيوبية؛ في إطار إمكانية شــراء المياه منها؛ أو إمكانية اللجوء للخيار العســكري في حينها؛ لأن تهديد الأمن المصري في هذه الحالة لن يكون متوقعًا أو احتماليّا، وإنما سيكون متحققًا وواقعًا فعليّا. إن النقطة السابقة تفسر أسباب الحرص المصري تحديدًا على التوصل لاتفاق - 2 ملزم بشــأن قواعد ملء وتشــغيل السد، فضً عن ضرورة وجود آلية تحكيمية ملزمة للجميــع، وهو مــا ترفضه إثيوبيا رغم عدالة هذه المطالب من وجهة نظرنا، مما يزيد من الشــكوك في النوايا الإثيوبية، لاســيما في ظل وجود سوابق تؤكد هذه الشكوك؛ ومنها على ســبيل المثال لا الحصر: زيادة مســاحة بحيرة السد خمسة أضعاف خلال فترة وجيزة، وهي زيادة غير مبررة من وجهة نظر بعض الجيولوجيين، خاصة أن حجم ، والتي " آلاف ميجاوات 6" بحيرة السد الحالية، لا يتناسب مع حجم الطاقة المتوقعة لن تزيد وفق تقديراتهم عن الثلث بسبب أن موسم الفيضان ثلاثة أشهر فقط؛ وبالتالي لــن تعمــل التوربينات طيلة العام؛ ومن ثم كان يمكن الاكتفاء بالتصميم الأول لحجم ) لتوليد ألفي ميجاوات. لكن الإصرار الإثيوبي على زيادة 3 مليــار م 14 - 11 البحيــرة ( تخزين المياه " الحجم بهذه الصورة قد يشي بوجود أهداف أخرى غير توليد الكهرباء ، وقد بدأ الحديث عنها تلميحًا أو تصريحًا على يد مســؤولين إثيوبيين خلال " للري الفترة الأخيرة. إن أزمة سد النهضة هي انعكاس لأزمة تاريخية أكبر في العلاقات المصرية- - 3 الإثيوبية، تتعلق بالسياسات المائية (الهيدروبوليتكيس)، وكيفية توظيف كل طرف لركائز ، أو تحدي هذه الهيمنة وتلك " مصر " القوة المختلفة لضمان السيطرة والهيمنة المائية . ومن ثم، فإن هذه الأزمة بدأت في مفاوضات اتفاقية عنتيبي والتي " إثيوبيا " السيطرة ســنوات، ولم تدخل حيز التنفيذ حتى هذه اللحظة، ثم عاودت الظهور 10 اســتمرت في أزمة سد النهضة، وهي مرشحة للتصعيد بصورة أكبر مستقبً سواء مع بدء تشغيل
214
Made with FlippingBook Online newsletter