مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

وكذلــك القــوة الاقتصاديــة بالنظر إلــى الجزء الخــاص بإمكانية تشــييد بنية تحتية هيدروليكية، كما يمكن وضعها ضمن إطار اســتراتيجية الســيطرة أو الاســتيلاء على الموارد الخاصة بالطرف المهيمن، لاســيما ما يتعلق بإقرار حقائق على الأرض مثل إنشاء أعمال هيدروليكية كالسدود أو أية بنية تحتية أخرى. كما يمكن أن تستخدم كافة تكتيكات الطرف المهيمن، خاصة ما يتعلق بالإذعان القسري. وتتم عن طريق تشــكيل تحالفات استراتيجية، سواء مع الخصم - آلية النفوذ: 2 المهيمن أو مع الجهات الفاعلة غير المهيمنة الأخرى، لتحسين القدرة على المساومة، وإطلاق المبادرات المائية الدبلوماســية، واســتخدام مبادئ القانون الدولي للطعن في الأطر القانونية والأوضاع القائمة، أو حشد مصادر بديلة لتمويل مشاريع البنية التحتية الكبيرة كما هي الحال مع إثيوبيا وسد النهضة. ويمكن وضع هذه التكتيكات بالأساس في إطار ركيزة قوة المساومة، واستراتيجية الاحتواء، والتكامل. وقد تتضمن التكتيكات الأربع للطرف المهيمن. وهي الخاصة بركيزة الأيديولوجيا أو الخطاب؛ حيث تسعى هذه - آلية التغيير: 3 الآليــات التحويلية / التغييرية للهيمنة المضادة إلى تحويل وتغيير النظام المهيمن من خلال التقويض المباشــر أو غير المباشــر لشرعية المؤسسات أو الأسس التي تدعمه أو التي يقوم عليها، من خلال التشــكيك في الفهم المقبول على نطاق واســع للواقع وطــرح أجندات وخطابات سياســية بديلة، في محاولة لبناء المعرفة والســعي لتغيير قناعات المســتهدفين جنبًا إلى جنبِ القوة المادية. ومن ذلك مث ً: الترويج لرؤية أن حــل نــزاع ما على المياه إنما يتم من خلال إعادة توزيع التدفقات المائية، وذلك في مواجهة الخطاب السائد ببقاء الحصص المائية كما هي عليه. ويمكن وضع هذه الآلية ضمن ركيزة قوة الأفكار والأيديولوجيا وضمن استراتيجية الاحتواء والتكامل وكذلك ضمن تكتيك الأيديولوجيا والأفكار.

33

Made with FlippingBook Online newsletter