) ووصوله إلى غرب إثيوبيا وأوغندا 1879 - 1863 قبل الميلاد، أو الخديوي إسماعيل ( في القرن التاســع عشــر والسيطرة عليها لتأمين الأمن القومي المصري وحدود مصر، التي ظلت -من منظور الأمن القومي- تمتد من جبال طوروس في سوريا شماً حتى منابــع النيــل جنوبًا؛ ما جعل دائمًا هناك محاولات مصرية لفرض الهيمنة على المياه، مقابل محاولات إثيوبية للتصدي لهذه الهيمنة، وهو ما ســنتناوله تفصيً في الفصل الثالث عند الحديث عن استراتيجيات وتكتيكات الهيمنة والهيمنة المضادة. - المحدّد السياسي 3 ترغب مصر دائمًا في تحجيم الدور السياسي لإثيوبيا بمنطقة حوض النيل والقارة الإفريقيــة عامّة. وتنبع هذه الرغبة من كــون إثيوبيا إحدى الدول القائدة في المنطقة، فضــً عــن كونها مقرًا لمنظمة الوحدة الإفريقية ومــن ورائها الاتحاد الإفريقي. وقد كانت ورقة المياه إحدى أهم الأوراق التي تفســر الطبيعة الصراعية للعلاقات بينهما، لاسيما في حقبة الخمسينات من القرن الماضي، خاصة مع سعي الرئيس جمال عبد ) إلى بناء السد العالي ليكون بديً عن التخزين في بحيرة تانا، 1970 - 1954 الناصر ( ولرغبته في التخلص من الهيمنة المائية والسياسية الإثيوبية؛ ما جعله يرفض الاستجابة ) للمشاركة في مفاوضات 1974 - 1930 لمســاعي الإمبراطور الإثيوبي، هيلاسيلاسي، ( بين مصر والســودان بخصوص توزيع حصص مياه النيل بعد إنشــاء السد 1957 العام العالي. كما ســعى عبد الناصر لإبعاد الســودان عن هيلاسيلاسي عبر استمالة حكومة إبراهيــم عبــود لصالحه. لذا، لم يصعّد في موضوع حلايــب، بل وتراجع عن إجراء ، ووافق على إجراء انتخابات سودانية في حلايب لتمرير 1958 اســتفتاء بشــأنها، عام . ((( 1959 اتفاقية المياه، عام ويلاحَظ أن مصر تســعى دائمًا، رغم التباينات مع النظام الســوداني منذ وصول ، إلى إضعاف إثيوبيا عبر محاولة كسب ودّ السودان 1989 جبهة الإنقاذ إلى الحكم، عام لتشــكيل جبهــة من دولتي المصب في مواجهة دول المنبــع التي تقودها أديس أبابا. كما تســعى لإضعاف جبهتها الداخلية، عبر الدعــم التاريخي لقوى المعارضة (جبهة أيمن عبد الوهاب (محرر)، : محمود، أحمد ابراهيم، «إشكاليات الأمن المائي في حوض النيل»، في ((( فرص وإشكاليات التعاون، (مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، : حوض النيل https://cutt.ly/XjUELku : ) 2020 شباط / فبراير 20 : ) (تاريخ الدخول 2009 القاهرة،
47
Made with FlippingBook Online newsletter