مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

فخلال فترة الســتينات، كان هيلاسيلاسي مشغوً بمواجهة كل من جبهة تحرير إريتريــا الســاعية للانفصال، والصومال بســبب الأوجادين، فضً عــن المواجهات الداخلية التي امتدت حتى بداية الســبعينات وأســفرت في نهاية المطاف عن ســقوط نظامه، وبروز نظام جديد سرعان ما دخل في مواجهة جديدة مع الصومال في حرب ، ورغم الفوز بها، إلا أن ذلك لم ينه المعاناة، وبالتالي الإنفاق 1978 - 1977 الأوجادين العسكري، لاسيما في مواجهة أغلبية الأورومو المضطهدة، وجبهة زيناوي على الصعيد الداخلي، فضً عن مواجهة الجبهة الشــعبية الإريترية بزعامة أسياس أفورقي الساعية % من إنفاق 38 على حوالي ​ للاستقلال. وخلال الثمانينات، استحوذ الإنفاق العسكري ، كان الجزء 1991 الحكومة، وذلك على حســاب القطاعات الأخــرى، وبحلول عام الأكبر من القروض والمنح الخارجية الإثيوبية مرتبطًا بالإنفاق العسكري، وكان قرابة مليارات دولار تتعلق بالمؤسسة 10 نصف إجمالي ديونها الخارجية المقدّرة بأكثر من . ((( العسكرية كل هــذا أدى إلى إضعاف الدولة عســكريّا، بحيث باتت منهكة في الصراعات الداخلية والخارجية، على حساب دورها التنموي. أما في مصر، فيُلاحَظ أن الأمور كانت على النقيض إلى حدّ كبير، لاســيما بعد ، من أهم بنوده حصولها 1979 والتوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل، عام 1973 حرب مليار دولار؛ حيث كانت هناك رغبة 1 . 3 على منحة عســكرية ســنوية أميركية تُقدّر بـ مصرية في استمرار الإنفاق العسكري للحفاظ على التفوق في مجال الأسلحة التقليدية تحديدًا، رغم الســعي الأميركي للتركيز على الأســلحة الخفيفــة والعمليات الخاصة . ((( لمواجهة الإرهاب في سيناء وغيرها وربما كان من المصادفة أنه في الوقت الذي بدأ نظام هيلاسيلاسي في الانهيار ، وما تلا ذلك من دخول نظام منجســتو في مواجهات داخلية 1974 والســقوط، عام وخارجية، فإن مصر شهدت حالة من الاستقرار الداخلي، والانفتاح الخارجي لاسيما (1) Omitoogun, W., Military Expenditure Data in Africa:A Survey of Cameroon, Ethiopia , Ghana, Kenya, Nigeria and Uganda, (Oxford University Press, 2003),p.p.34-54

(2) Sprinborg ,R. Williams , P.,” The Egyptian Military: A Slumbering Giant Awakes”, Carnegie Middle East Center,28 Feb., 2019,P.2

65

Made with FlippingBook Online newsletter