لات الخطاب الاحتجاجي للألتراس في المغرب وتأثيراته السياسية ُّ تمث
153 |
» (شـجع ْ ـك َ ت ْ ر َ ض َ ـر ه َّ س َ ْ فرقتـك بـ مـا ا ْ ع ِّ يتأسـس علـى خطـاب مواطـن متفـق عليـه: «شـج
» (شــجع فرقتــك ْ ــك َ ت ْ لاص ْ فرقتــك دون اســتعمال ألفــاظ نابيــة)، و»شــجع فرقتــك ونقــي اب ـن ه ـذا الإط ـار النظــري م ـن فه ـم التغيــر ال ـذي ط ـرأ علــى طبيعــة ِّ ـف مكان ـك). ويمك ِّ ونظ الانتقـال مــن مجتمـع التواصـل إلـى مجتمـع الاتصـال، وأصبـح الاتصـال َّ المجتمـع؛ حيـث تم ة» والتعبيــر عــن الاحتجــاج، هــذا التحــول يســائل طبيعــة ونوعيــة َ ح َ ــر ْ س َ »الم ِ كاســتراتيجية لـ الخطـاب وكيفيـة مقاربـة هويـة المحتجـ الجـدد مـع الأخـذ بعـ الاعتبـار الديناميـة السياسـية ) الجدي ـدة 26( دات الاجتماعيــة والثقافي ـة الت ـي أدت إل ـى هـذه الفاعلي ـة ِّ ف ـي المغ ـرب والمحــد ا لشـعور المواطن ـة وهـو وعـاء المواطن ـة الافتراضي ـة. ً الت ـي أوجـدت وعـاء جديــد مـن الملاحـظ إذن أن الشـعارات المتداولـة لـم تصبـح مقتصـرة علـى جمهـور أو ألتـراس فريـق معـ ومحصـورة فـي مواقـع بذاتهـا (ملاعـب كـرة القـدم)، ب ـل صـار لهـا تواجـد وت ـداول كه ـا م ـن طـرف أطي ـاف مختلف ـة م ـن المواطن ـ لا علاقــة لهــم ُّ تمل َّ خـارج هـذه المواق ـع وتم بالرياضــة ويعيــدون تصريفهــا فــي مواقــع مجتمعيــة أخــرى، كالمعاهــد الجامعيــة والأســواق والمسـيرات الاحتجاجيـة. فالخصـم لـم يعـد الفريـق المقابـل أو السياسـة الرياضيـة أو الجامعـة أو ، بـل السياسـات الحكوميـة ومقرريهـا؛ فالمواجهـة الخطابيـة تتـم بتفويـض ً المـدرب فـ ن مثـ ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﱂ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﲨﻬﻮﺭ ﺃﻭ ﺃﻟﺘﺮﺍﺱ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻌﲔ ﻭﳏﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﻣﻮﺍﻗ ﻊ ﺎ )ﻣﻼﻋﺐ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ(، ﺑﻞ ﺻﺎﺭ ﳍﺎ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻭﰎﱠ ú ﺑﺬﺍ ﲤﻠﱡ ﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﻃﻴﺎﻑ ﳐﺘﻠ ﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻳﻌﻴﺪﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﻔﻬﺎ ﰲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﳎﺘﻤﻌﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻛﺎﳌﻌﺎﻫﺪ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍ ﻕ ﻭﺍﳌﺴﲑﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ . ﻓﺎﳋﺼﻢ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺪﺭﺏ ﻓﻼﻥ ﻣﺜﻠﹰ ﺎ، ﺑﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﻣﻘﺮﺭ ﻳ ﻬﺎ؛ ﻓﺎﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳋﻄﺎﺑﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﺑﺘﻔﻮﻳﺾ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻛﺠﺴﺮ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺘﻤﻊ. ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ ﻻﻓﺘﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺻﺒﺤﺖ ° ﻭﺍﻻﳔﺮﺍﻁ ﰲ ﺍ ﺍﳌ ﻀﺎﻣﲔ ﺫﺍﺕ ﺍﳌ ﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﳊﻘﻮﻗﻴﺔ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﻼﻋﺐ. ﻧﺺ ﺍﻟﻼﻓﺘﺔ: "ﻟﻦ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﺴﻲﺀ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ". ﳍﺬﺍ، ﻳﺘﻢ ﻟﻌﺐ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﰲ ﺍ ﺣﺘﺮﺍﻡ ﺗﺎﻡ ﻟﻶﺧﺮ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﶈﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻳﺘﺄﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ æ : "ﺷﺠ Ã ﻊ ﻓﺮﻗﺘﻚ ﺑﻼ ﻣﺎ ﺍ Ã ﺗ ∫ ﺨ ∆ ﺴ ∫ ﺮ ﻫ ∫ ﻀ Ã ﺮ ∫ ﺗ Ã ﻚ" )ﺷﺠ ﻊ ﻓﺮﻗﺘﻚ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻧﺎﺑﻴﺔ(، ﻭ " ﺷﺠﻊ ﻓﺮﻗﺘﻚ ﻭﻧﻘﻲ ﺍ Ã ﺑ Ã ﻼﺻ ∫ ﺘ Ã ﻚ" )ﺷﺠﻊ ﻓﺮﻗﺘﻚ ﻭﻧﻈﱢ ﻒ ﻣﻜﺎﻧﻚ(. ﻭﳝﻜﱢﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﻟ ﺘﻐﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺘﻤﻊ ° ﺍ ؛ ﺣﻴﺚ ﰎﱠ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻛﺎﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﹻ" Ã ﺍﳌﹶﺴ ∫ ﺮ ∫ ﺣﺔ" ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﺍﻻ ﺣﺘﺠﺎﺝ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻳﺴﺎﺋﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳋ ﻄﺎﺏ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﶈﺘﺠﲔ ﺍﳉﺪ ﺩ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺔ æ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭﺍﶈﺪ ﺩﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ (26) É ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺟﺪﺕ ﻭﻋﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪ ﺍ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻭﻋﺎﺀ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻴﺔ.
Made with FlippingBook Online newsletter