العدد الثاني من مجلة لباب

| 162

. احتجاج الألتراس: معارضة سياسية من خارج البنيات المنظمة 6 ف ـي ظـل تراجـع الوسـاطة المؤسس ـاتية والسياسـية والمدني ـة وتموق ـع المعارضـة الفعلي ـة داخـل ) وفـي مواقـع الفضـاء الرقمـي، أي خـارج المؤسسـات والبنيـات المنظمـة، انتقلـت 35( الشـارع المعارضــة الواقعيــة إلــى معارضــة افتراضيــة تجــاوزت مفعــول وتأثيــر المعارضــة السياســية ـا علـى ً الكلاسـيكية، حتـى أصبحـت هـذه الأخيـرة تابعـة لهـا ولنبضهـا وإيقاعاتهـا وصـار لزام الفاعـل السياسـي اسـتباق التفاعـ ت الافتراضي ـة حـول الراهـن المغرب ـي لكـي لا يظـل ف ـي مثيـل لـه مـن خـ ل تأويـل بعـض الفاعلـ السياسـيين مـن َّ حالـة شـرود. وهـذا مـا يمكـن الت ـي” علـى أسـاس أنهـا صرخـة ضد ِ ون ُ م ْ ل َ ي ظ ِ ـ د ْ ب َ داخـل البرلمـان لبعـض أناشـيد الألتـراس “ف مروجـي المخـدرات وليسـت ضـد السياسـات العامـة للحكومـة. ف َّ صـر ُ فـي المقابـل، يعيـش الشـباب، وضمنهـم جمـوع الألتـراس، حالـة اغتـراب سياسـي ي عبـر الانخـراط فـي الشـبكات الافتراضيـة وتعويـض هوياتـي تم مـن خلالـه اسـتقالة الهويـات الواقعي ـة وتحمي ـل هوي ـات جدي ـدة ذات طبيع ـة افتراضي ـة بخطـاب نوعـي ينهـل مـن حق ـول ـا مـن الاحتبـاس القيمـي وسـط الشـباب يحيـل بـدوره ً دلاليـة ترافعيـة. وهـذا مـا يعكـس نمط ) كباعــث علــى الاحتجــاج يتــم التعايــش معــه عبــر 36( علــى درجــة معينــة مــن الإحبــاط ـا م ـن الإدم ـان: الإدم ـان الإلكترون ـي. ف ـي ً ـا حديث ً س ـلوك اتصال ـي لا يع ـدو أن يك ـون نوع ا مـن العالـم المعولـم، ومـن الآثـار المترتبـة عـن ً هـذا الخضـم، أصبـح الألتـراس المغربـي جـزء ) للحـوار وبلـورة خطـاب احتجاجـي يوفـر 37(” ـا ّ ً هـذا التحـول أن الإنترنـت أصبـح “فضـاء عام ا م ـن الحري ـة لت ـداول القضاي ـا ذات الأولوي ـة بالنسـبة للألت ـراس. كم ـا أن ه ـذا ً ـا واسـع ً هامش ا مـن الرقابـة الرسميـة، فالمواطنـة الواقعيـة ّ ً التحـول أفضـى إلـى نـوع مـن التـداول المتحـرر نسـبي أضحـت افتراضيـة مفتوحـة علـى جميـع الرهانـات. يمكـن وصـف هـذا النـوع مـن المواطنـة كشـكل مـن أشـكال الوعـي السياسـي للألتـراس الـذي أت ـاح بن ـاء خطـاب جامـح بـ”فاعلي ـة” تكتسـح مسـاحات إضافي ـة داخـل الأسـرة ومختل ـف البنيـات المجتمعيـة، وقـد تتحـول إلـى سـلوك معـارض يسـتمد قوتـه مـن المشـاركة الرقميـة.

Made with FlippingBook Online newsletter