العدد الثاني من مجلة لباب

173 |

النهضة العربية وأسئلة التأسيس بين المرجعية السلفية والليبرالية قراءة في النموذجين المشرقي والمغربي إدريس جنداري * مقدمة ا للزمـان والمـكان، وليـس حركـة أيديولوجيـة ً ـا عابـر ّ ً معرفي ً ـل النهضة/النهـوض فعـ ِّ تمث محــدودة ضمــن ســياق سياســي عابــر. هــذا، يعنــي أن مقاربــة الإشــكالية النهضويــة، فــي الثقاف ـة العربي ـة، لا تسـتهدف التأري ـخ للفع ـل النهضـوي م ـن خـ ل عـرض تقري ـري لأطـره المعرفي ـة ونخبت ـه الفاعل ـة، وإنم ـا تس ـعى لإنج ـاز حفري ـات معرفي ـة ح ـول المش ـروع النهضـوي، تهـدف إلـى ترهـ الأسـئلة المعرفيـة التـي طرحـت خـ ل مرحلـة حاسمـة مـن التاريـخ العربـي للنزعـات ٍ ز ِ جـاو َ ت ُ للأقطـار وم ٍ عابـر ٍّ نهضـوي ٍ ـن العـرب مـن إطـ ق فعـل َّ الإسـ مي، حيـث تمك الأيديولوجي ـة. ــا، لتؤكــد أن البحــث فــي المشــروع ّ ً ــا منهجي ً ، منطلق َ المعرفيــة ِ الحفريــات ُ وتعتمــد الدراســة النهضـوي لا يسـتهدف البعـد الدياكرونـي الـذي يهتـم بدراسـة تطـور النسـق الفكـري أو غيـره، ولكنـه، أكثـر مـن ذلـك، يسـتهدف البعـد السـانكروني (التزامنـي) الـذي يركـز علـى النسـق وعناصـر الثبـات فـي دراسـته للبنيـات الفكريـة وغيرهـا. وهـذا، يجعـل البحـث أقـرب إلـى تاريـخ الأفـكار (دراسـة الاتصـال والانفصـال فـي الأنسـاق الفكريـة) من ـه إلـى التاريـخ.

* د. إدريس جنداري، كاتب وباحث أكاديمي

Made with FlippingBook Online newsletter