185 |
النهضة العربية وأسئلة التأسيس بين المرجعية السلفية والليبرالية
.)14(» فيهـا إلـى أحـكام العقـل وتجـارب الأمم وقواعـد السياسـة ب- المرجعية السلفية في التأسيس للنهضة العربية: النموذج المغربي
كان للمرجعيـة السـلفية الأثـر الكبيـر فـي صياغـة النهضـة المغربيـة، مـن خـ ل تقـديم الأجوبـة الشـافية علـى الأسـئلة المحرجـة التـي فرضهـا التحـدي الغربـي علـى المغـرب. ولعـل الخصوصيـة ـزت الفكـر السـلفي فـي بـ د المغـرب، هـي ذلـك التداخـل مـا بـ السـلفية كتيـار َّ التـي مي فكـري، والحرك ـة الوطني ـة كتي ـار سياسـي. وه ـذا، م ـا يؤك ـده سـعيد بنس ـعيد العل ـوي حـ يق ـول: «ق ـد يكـون م ـن المفي ـد أن نمه ـد للحدي ـث عـن الفكـر السـلفي ف ـي المغ ـرب بإشـارة .)15( وجيـزة إلـى الصلـة بـ السـلفية وبـ الحركـة الوطنيـة» ولعـل هـذا التداخـل هـو الـذي أعطـى المرجعيـة السـلفية فـي المغـرب قيمـة مضافـة، كصـوت قـوي يدعـو إلـى التحـرر والنهـوض، ويربـط المغاربـة بتراثهـم العربـي الإسـ مي الـذي يجسـد ـا للدعـوات الاسـتعمارية التـي حاولـت تقديمـه لهـم فـي شـكل ً كل هـذه القيـم النبيلـة خلاف عـن هـذا النجـاح الباهـر للفكـر )1974 1910-( ـر عـ ل الفاسـي ِّ مـن تقدمهـم. ويعب ُّ عوائـق تحـد السـلفي بالمغـرب بقولـه: «ومـن الحـق أن نؤكـد أن امتـزاج الدعـوة السـلفية بالدعـوة الوطنيـة ـا. ومـن الحـق أن ً كان ذا فائـدة مزدوجـة، فـي المغـرب الأقصـى، علـى السـلفية والوطنيـة مع ـا فـي المغـرب أدى إلـى نجـاح للسـلفية ً نؤكـد أن الأسـلوب الـذي سـلكته السـلفية والوطنيـة مع . )16(» لـم تسـتطع أن تحظـى بـه فـي بلـد عبـده والأفغانـي وبتوفـر هـذا الوعـي الفكـري المتقـدم، اسـتطاعت المرجعيـة السـلفية فـي المغـرب أن تكـون أداة تحريـر سياسـي واجتماعـي فـي يـد النخبـة المثقفـة، عملـت مـن خلالهـا علـى محاربـة التـردي السـائد، عبـر اسـتراتيجية العـودة المبدعـة إلـى العصـر الذهبـي فـي التاريـخ الإسـ مي قصـد اسـتلهام القيـم السـامية التـي قـادت العـرب المسـلمين إلـى نجاحـات كبيـرة. ـا للفكـر المغرب ـي للتحـرر ّ ً ـا قوي ً وهكـذا، يب ـدو أن المرجعي ـة السـلفية فـي المغـرب كان ـت دافع مـن جميـع القيـود التـي عرقلـت مسـيرته، سـواء أكانـت فكريـة أم سياسـية ... وهـذا مـا فتـح ا أم ـام خ ـروج النخب ـة المثقف ـة ع ـن صمته ـا، والدخ ـول ف ـي ممارس ـة التجدي ـد ً الب ـاب واس ـع
Made with FlippingBook Online newsletter