العدد الثاني من مجلة لباب

| 202

قصـد بالمسـتقبلات تلـك الدراسـة التـي تسـتهدف ُ أمـا مـن الناحيـة العلميـة الاصطلاحيـة، في اسـتعلام الزمـن الق ـادم عب ـر آلي ـات معين ـة تعتمـد الاستشـراف العلمـي المنظـم، بغي ـة رصـد ــل ِّ المشــاهد المحتملــة أو الممكنــة أو المرغــوب بهــا. مــن هنــا، فــإن دراســات المســتقبلات تمث ً ـم فـي مجـال مـا تـدرس ماضـي الحاضـر وحاضـر الماضـي، أمـ َّ عمليـة بحـث علمـي منظ عـن عوامـل التغييـر فيـه ً فـي رصـد مسـتقبل الحاضـر بعنايـة لتحديـد آفاقـه واتجاهاتـه، فضـ .)9( بشـكل كل ـي . تطور التفكير العلمي في المستقبلات 2.2 إن تراكـم القناعـة بجـدوى الارتقـاء بالاسـتجابة إلـى مسـتوى التحديـات الإنسـانية أدى، ومنـذ ـا، إل ـى أن يب ـدأ نمـط مـن التفكي ـر اتخـذ مـن المقارب ـة ً العقـد الراب ـع مـن القـرن الماضـي تقريب ا للزمــان ً ا واســتعداد ً لاستشــراف احتمــالات المســتقبلات اســتباق ً المنهجيــة العلميــة ســبي طلـق عليهـا، فـي العمـوم، ُ القـادم. ويسـمى هـذا التفكيـر بالتفكيـر العلمـي. أمـا تطبيقاتـه في .)10( دراس ـات المس ـتقبلات بمعن ـى استش ـرافها الاستش ـراف بالق ـول: «إن ه ـدف الاستش ـراف لي ـس )Gaston Berger( يع ـرف كيس ـتون بيرجـر فقـط النظـر البعيـد بـل النظـر بصـورة واسـعة والتحليـل لجوهـر الظواهـر بالاسـتعانة بالخبـراء ). وبــذا، فــإن الاستشــراف المســتقبلي هــو «اجتهــاد 11(» واســتعمال تقنيــات وتحليــل النظــام ــم يرمــي إلــى صياغــة مجموعــة مــن التنبــؤات المشــروطة التــي تشــمل المعالــم َّ علمــي منظ لأبعـد ً الرئيسـة لأوضـاع مجتمـع مـا أو مجموعـة مـن المجتمعـات عبـر حقبـة مقبلـة تمتـد قليـ .)12(» ـا وتنطل ـق مـن بع ـض الافتراضـات الخاصـة حـول الماضـي والحاضـر ً مـن عشـرين عام وقـد يتداخـل مفهـوم الاستشـراف المسـتقبلي مـع التنب ـؤ، وال ـذي هـو محاول ـة التوصـل إل ـى ا ً تصــور خصائــص ظاهــرة مــا تتســم بقــدر مــن الشــمول عبــر فتــرة زمنيــة لاحقــة اعتمــاد علـى معطيـات الواقـع الحاضـر الـذي يصـف خصائـص الظاهـرة. والتنبـؤ أنـواع كثيـرة منهـا: . )13( الحدســي، والاستكشــافي، والاســتقرائي...إلخ ــا فــي ً وبهــذا الصــدد، تجــدر الإشــارة إلــى أن التنبــؤ والاستشــراف مفهومــان يلتقيــان ضمن

Made with FlippingBook Online newsletter