207 |
نحو تبني ثقافة الانحياز إلى المستقبل ودراسات المستقبلات في الوطن العربي
للخلـق والإبـداع الإنسـاني. كمـا أنهـا لا تصـدر نبـوءات، ً عقلانيـة وموضوعيـة تفسـح مجـا ــم يوظــف المنطــق والعقــل والحــدس والخيــال فــي اكتشــاف َّ ولكنهــا اجتهــاد علمــي منظ العلاق ـات المسـتقبلية ب ـ الأشـياء والنظـم والأنسـاق الكلي ـة والفرعي ـة، م ـع الاسـتعداد له ـا ومحاول ـة التأثي ـر فيه ـا، فالمسـتقبلات ليسـت نهائي ـة، ولكنه ـا قي ـد التشـكيل، وينبغ ـي علين ـا تش ـكيلها. ـا صـورة يقينيـة ومتكاملـة للمسـتقبل، ً مـن جانـب آخـر، لا تقـدم دراسـات المسـتقبلات مطلق ع ُّ د وغيـر محـدد، وهـو مفتـوح علـى تنـو ِّ ا، فالمسـتقبل متعـد ً واحـد ً كمـا أنهـا لا تقـدم مسـتقب .)27( كبيـر فـي المسـتقبلات الممكنـة، أو المحتملـة أو المرغـوب بهـا ا مــن الخيــال ً وغنــي عــن القــول: إن هــذه الدراســات، وإن كانــت تتطلــب بالضــرورة قــدر والقــدرة الذاتيــة علــى التصــور المســبق لمــا هــو غيــر موجــود أو غيــر معــروف الآن، إلا أن ـا ع ـن الأنش ـطة الت ـي تق ـع ف ـي حق ـل الخي ـال العلم ـي أو ف ـي مي ـدان ّ ً أنش ـطتها تختل ـف نوعي ـل -عل ـى َّ طل ـق علي ـه الي ـوم دراسـات المسـتقبلات إنمـا يتمث ُ التنجي ـم والرجـم بالغي ـب. فمـا ي العمــوم- فــي دراســات جــادة تقــوم علــى مناهــج بحــث وأدوات درس وفحــص مقننــة أو شـبه مقننـة، وتحظـى بقـدر عـال مـن الاحتـرام فـي الأوسـاط العلميـة، وتنهـض بهـا معاهـد )، بـل إن هـذه الدراسـات بلغـت مـن 28( ومراكـز بحثيـة وجمعيـات علميـة ذات سمعـة راقيـة ا يسـمح بالحديـث عـن بـروز مقاربـات ومنهجيـات اجتماعيـة جديـدة هـي ّ ً النمـو والرقـي حـد المسـتقبليات. وعل ـى مـن يري ـد الخـوض فيهـا أن يتخـذ ل ـه مـا يل ـزم مـن عـدة وعت ـاد. . غايات دراسات المستقبلات وآلياتها 4.2 عـن الغايـة مـن اهتمامـه بالمسـتقبلات، أجـاب )Albert Einstein( ألبـرت أينشـتاين َ ل ِ ـئ ُ عندمـا س ). كم ـا تنب ـع 29( : إن السـبب ف ـي ذل ـك هـو لأنن ـا ذاهب ـون إل ـى هن ـاك ً ب ـكل بسـاطة قائ ـ أهميـة دراسـات المسـتقبلات مـن أن العقـل الإنسـاني ينشـغل بطبيعتـه بالتفكيـر فـي الغـد، كما أن حـالات الغمـوض وغي ـاب اليقـ حـول المسـتقبلات ومـا سـيكون علي ـه مصي ـر الإنسـان ا مـن النقـاش والاهتمـام، كونهـا ً ا كبيـر ً والمجتمعـات بشـكل عـام أصبحـت قضيـة تحتـل حيـز
Made with FlippingBook Online newsletter