العدد الثاني من مجلة لباب

| 208

ترتبـط بشـكل وثيـق بوعـي الإنسـان وإحساسـه بالزمـن فـي أبعـاده الثلاثـة «الماضـي والحاضـر والمسـتقبل»، وبرغبت ـه ف ـي صياغـة الغ ـد والبحـث عـن رؤى واضحـة حـول الف ـرص المتاحـة . ً والتحديـات القادمـة مسـتقب فــي كتابــه «خرائــط المســتقبل» إلــى أن ،)Alvin Toffler( وبنفــس الاتجــاه، يذهــب ألفــن توفلــر .)30( دراسـات المسـتقبلات ضروريـة علـى الـدوام، لطالمـا كانـت وراءهـا بواعـث براغماتيـة وربمـا مؤسسـات الفكـر التـي تعنـى بالشـؤون المسـتقبلية ذات الطابع الاسـتراتيجي فـي الولايات المتح ـدة الأميركي ـة ه ـي خي ـر دلي ـل عل ـى حاج ـة الدول ـة الأميركي ـة لدراس ـات المس ـتقبلات بوصفهـا ضـرورة مصلحيـة. ا، حتـى خصـص لـه ميـدان أكاديمـي ً ا فشـيئ ً لقـد بـدأ حقـل المسـتقبلات ودراسـاتها يتسـع شـيئ لـدى بعـض المؤسسـات الفكريـة، والجامعـات الرصينـة، ضمـن مشـاهد الاستشـراف العلمـي؛ ً ـا مـن قبـل مؤسسـات حكوميـة، فضـ ً إذ لاقـت الدراسـات التـي تعنـى بالمسـتقبلات اهتمام ا ً عـن دعـم حكومـي مباشـر، فـي بعـض الـدول التـي تتطلـع إلـى الأمـام، مخصصـة لهـا حيـز فـي كل تفكيـر يخلـق، أو يبتكـر، كمـا هـي الحـال فـي مشـاهد التخطيـط المعتمـدة مـن قبـل لرســم ملامــح صــور المســتقبلات فــي بحــوث ،1950 مؤسســة رانــد الأميركيــة، منــذ العــام ا منهـا لدراسـات ً ا كبيـر ً التخطيـط المسـتقبلي، التـي بـدأت ومنـذ ذلـك الحـ تخصـص حيـز . )31 المسـتقبلات، لمـا تفضـي إليـه مـن أهميـة وعلـى قـدر كبيـر، فـي شـتى المجـالات( لقــد بــات الاهتمــام بدراســات المســتقبلات مــن الضــرورات التــي لا غنــى عنهــا للــدول ـا تأخـذ ب ـه ال ـدول أو تهجـره، تسـتوي ف ـي ذل ـك ً والمجتمع ـات والمؤسسـات، ول ـم تع ـد ترف ). وليــس أدل عل ـى أهمي ـة دراســات المس ـتقبلات مــن ظهــور 32( الــدول المتقدمــة والنامي ـة أعـداد كبيـرة مـن العلمـاء والباحثـ المشـتغلين بدراسـات المسـتقبلات فـي الجامعـات ومراكـز البحـوث المختلفـة، وظهـور العديـد مـن المراكـز والهيئـات العلميـة والمعاهـد المتخصصـة فـي ـا؛ إذ تسـاعد دراسـات المسـتقبلات عل ـى التخفي ـف ّ ً دراسـات المسـتقبلات، وانتشـارها عالمي مـن الأزمـات عـن طريـق التنبـؤ بهـا قبـل وقوعهـا والتهيـؤ لمواجهتهـا؛ الأمـر الـذي يـؤدي إلـى

Made with FlippingBook Online newsletter