العدد الثاني من مجلة لباب

209 |

نحو تبني ثقافة الانحياز إلى المستقبل ودراسات المستقبلات في الوطن العربي

.)33( السـبق والمب ـادأة للتعامـل مـع المشـكلات قب ـل أن تصب ـح كـوارث ــل فــي الاستشــراف المســتقبلي المبنــي علــى َّ أمــا عــن آليــات دراســات المســتقبلات فتتمث معطيـات علميـة؛ إذ لـم تعـد دراسـات المسـتقبلات تعمـد، كمـا كانـت فـي بدايـات تطورهـا، إل ـى التنب ـؤ بالمسـتقبلات، وإنمـا إل ـى استشـراف مـا يمكـن، ومـا يحتمـل، ومـا هـو مرغـوب ب ـه، أن تك ـون المس ـتقبلات عل ـى وف ـق م ـا نق ـوم، أو لا نق ـوم، ب ـه، م ـن أفع ـال ف ـي حاضـر ). وبذلـك تتجسـد آليـة استشـراف المسـتقبلات، عبـر البحـوث العلميـة التـي تتخـذ 34( الزمـان ـا فـي استشـرافها للمسـتقبل، لاسـيما المقاربـة المنهجيـة فـي ً مـن المقاربـة المنهجيـة العلميـة درب بنـاء مشـاهد المسـتقبلات، عبـر معطيـات، وآليـات أكاديميـة، تمهـد الطريـق لاسـتعلام الزمـن القـادم، أي مسـتقبل الحاضـر. . خصائص دراسات المستقبلات 5.2 لم ـا كان ـت الغاي ـة م ـن دراسـات المسـتقبلات ه ـي توفي ـر إطـار زمن ـي طوي ـل الم ـدى لم ـا ق ـد نتخـذه مـن قـرارات اليـوم، كنتيجـة أو أمـر تمليـه سـرعة التغيـر وتزايـد التعقـد وتنامـي «غيـر عـن اعتبـارات تتصـل بالتنميـة والخـروج مـن ً اليقينـي» فـي كل مـا يحيـط بنـا، وذلـك فضـ التخل ـف، ف ـإن ثمـة مجموعـة مـن الخصائ ـص أو أدوات المقارب ـة المنهجي ـة المرغـوب توافرهـا :)35( فـي الدراسـات الاستشـرافية الجيـدة، بـل باتـت ضـرورة. ومـن أبـرز هـذه الخصائـص أ- الشــمول والنظــرة الكليــة للأمــور: فليــس مــن الســهل الحديــث عــن دراســة مســتقبلية فـي غيـاب رؤيـة مسـتقبلية للأوضـاع السياسـية، وحالـة العلـم والتكنولوجيـا، ً لبلـد مـا مثـ وأوضـاع السـكان والمـوارد والبيئـة، والتغيـرات فـي المحيـط الإقليمـي والوضـع العالمـي. ومـن س العوامـل الاقتصاديـة والاجتماعيـة والسياسـية... إلخ فـي تشـابكها وتفاعلهـا َ ر ْ ـد ُ المهـم أن ت مـع بعضهـا البعـض، حت ـى تتوافـر رؤي ـة شـاملة ومتكامل ـة لمسـتقبل هـذا الاقتصـاد. ب- مراعـاة التعقـد: أي تفـادي الإفـراط فـي التبسـيط والتجريـد للظواهـر المدروسـة، والتعمـق فـي فهـم مـا يزخـر بـه الواقـع مـن علاقـات وتشـابكات، ولا يقـ ، وديناميـة. وهـو مـا يتطلب النظـر إل ـى الظاهـرة المركب ـة فـي مجملهـا مـن خـ ل مقارب ـة منهجي ـة عاب ـرة للتخصصـات؛

Made with FlippingBook Online newsletter