العدد الثاني من مجلة لباب

| 212

تبتغـي استشـراف ذلـك المسـتقبل الـذي تتطلـع إليـه، عبـر عـدة مقاربـات منهجيـة حددتهـا .)37( ا ّ ً المس ـتقبلات ضم ـن معطياته ـا ف ـي إط ـار بن ـاء المش ـاهد استش ـرافي ويتف ـق ال ـرأي عل ـى اقت ـران مفه ـوم استش ـراف المس ـتقبلات ومفه ـوم المش ـهد بعلاق ـة طردي ـة موجبـة. ذلـك لأن الأصـل فـي كل استشـراف مسـتقبلي أن ينتهـي إلـى بلـورة مشـاهد لمسـتقبل .)38( الموضـوع الـذي ينصـرف إلـى اسـتقراء تطـور اتجاهـات واقعـه فـي الزمـان اللاحـق ومـع ذلـك نـرى أن جوهـره ،)39( ـا، الاجتهـادات بشـأن مفهـوم المشـهد ّ ً وقـد تعـددت، لغوي لا يخ ـرج ع ـن ذل ـك التصـور والوصـف المنطق ـي لمخرجـات تل ـك المعطي ـات الس ـائدة ف ـي ، ً ـا، أو محتمـ ً الحاضـر، التـي تـؤدي اتجاهاتهـا إلـى بلـورة وضـع مسـتقبلي قـد يكـون إمـا ممكن ـا فيـه. ً أو مرغوب ــا، بمثابــة النــاتج النهائــي لــكل دراســة فــي ّ ً وبهــذا المعنــى، يــراد للمشــهد أن يكــون، علمي المسـتقبلات سـواء انطلقـت هـذه الدراسـة مـن المقاربـة المنهجيـة الكميـة أو الكيفيـة أو منهمـا .)40( ـا ً مع تفيـد مضامـ دراسـات المسـتقبلات أنهـا تأثـرت باتجاهـات المسـتقبليين. ولأن اتجاهاتهـم هـذه .)41( ـا لهـا ً توزعـت إمـا علـى التشـاؤم، أو علـى التفـاؤل، جـاءت مشـاهد دراسـاتهم انعكاس لا يمكـن ٍ ل موضـوع َ سـتقب ُ د م ِ شـاه َ ِ ا ّ ً وهنـا، نـرى أن الاستشـراف الموضوعـي والمتكامـل نسـبي ـر ِّ عب ُ أن يتأسـس إلا علـى رؤى متعـددة الأبعـاد. فالواقـع السـائد، فـي كل زمـان ومـكان، لا ي عـن معطيـات أحاديـة المضمـون، وإنمـا عـن معطيـات متحركـة بعضهـا يشـجع علـى التفـاؤل، وبعضهـا الآخـر يدفـع إلـى التشـاؤم. لـذا، فـإن مثـل هـذا الاستشـراف هـو الـذي يتخـذ مـن .)42( ـا لـه ً هـذه المعطيـات بنوعيهـا منطلق لق ـد نجـم الأخـذ به ـذا التفكي ـر عـن تأثي ـر مدخـ ت متع ـددة نبع ـت جله ـا م ـن حقيق ـة أن العالـم أضحـى يتغيـر وبمعـدل سـرعة غيـر مسـبوق، وأفـرز بالتالـي تحديـات دفعـت نوعيتهـا ا للمسـتقبل ً ا واسـتعداد ً إلـى ضـرورة إعـادة تشـكيل العقـل، وترشـيد القـرار والفعـل، اسـتباق ــاهده عبــر مقاربــات منهجيــة اســتطلاعية كميــة وأخــرى معياريــة كيفيــة. َ ش َ واستشــراف م

Made with FlippingBook Online newsletter