العدد الثاني من مجلة لباب

| 216

وهنـا نتسـاءل: أيـن يكمـن السـبب؟ هـل فـي ماضويـة الذهنيـة العربيـة، التـي تجعـل انحيـاز ا مـن انحيازنـا إلـى المسـتقبلات، أم فـي الاختـ لات البنيوية ً ـا إلـى الماضـي أعمـق تجـذر َّ كثيـر من ـا؟ ّ ً لحاضرنـا المعقـد، أم فـي نـدرة التشـجيع الرسمـي والمجتمعـي لاستشـراف المسـتقبلات علمي ضآل ـة الإنت ـاج العرب ـي عل ـى صعي ـد دراسـات المسـتقبلات إل ـى كواب ـح عربي ـة عدي ـدة ُّ د َ ـر ُ وت : أن جـل الـدول العربيـة ً لـت مـن نهوضهـا وتوظيفهـا لصـالح الارتقـاء العربـي، ومنهـا أو َّ عط لا تأخـذ بهـذه الدراسـات كأسـاس مسـبق لاتخـاذ الق ـرارات مثلمـا هـي الحـال مـع العدي ـد ـا: قليلـة هـي الجامعـات العربيـة، رغـم كثرتهـا، التـي جعلـت ً مـن الـدول هنـا وهنـاك. وثاني موضـوع المسـتقبل ضمـن مناهجهـا ومقرراتهـا التدريسـية، ناهيـك عـن عـدم منـح شـهادات ـا المراكـز الرصينـة التـي تتخـذ مـن تسـمية ً ا هـي أيض ّ ً ـا: محـدودة جـد ً عليـا فـي تخصصـه. وثالث ــا لهــا، أو تجعــل هــذه التســمية ضمــن عناوينهــا ّ ً ــا رسمي ً دراســة أو دراســات المســتقبل عنوان المتنوعـة. فجـل مـا يتوافـر مـن هـذه المراكـز، سـواء فـي الـدول العربيـة أو خارجهـا، لا علاقـة ـا: نـادرة هـي الدوريـات العربيـة العلميـة ً لـه بالموضـوع إلا مـن حيـث العنـوان ولا غيـر. ورابع ـا: ضآلة ً المحكمـة والمتخصصـة فـي نشـر الدراسـات والبحـوث ذات العلاقـة بالموضـوع. وخامس النوافــذ الإعلاميــة فــي وســائل الاتصــال الجماهيــري العربيــة التــي تتولــى الترويــج لثقافــة ا: محدوديـة عـدد أصحـاب الاختصـاص العلمـي فـي دراسـات ً الانحيـاز إلـى المسـتقبل. وأخيـر .)51( المسـتقبلات مـن العـرب وبرؤي ـة موضوعي ـة مجـردة، ن ـرى أن تأخرن ـا عل ـى صعي ـد الاستشـراف العلمـي للمسـتقبل لا يعـود إلـى أحـد هـذه الأسـباب أو بعضهـا فقـط، وإنمـا إلـى جميعهـا وسـواها. هـذا علـى الرغم ذلـك ُّ د َ ـر ُ ). ولا ي 52( ا ً ا وسـلوك ً ـة إلـى الانحيـاز إلـى المسـتقبل، فكـر َّ مـن أن هنـاك حاجـة ماس إلـى التحديـات الخطيـرة التـي تواجـه حاضرنـا ومسـتقبلنا، وإلـى حاجتنـا للارتقـاء الحضـاري ــا؛ يقــول الله ً بواقعنــا الراهــن فحســب، وإنمــا لأن هــذه الحاجــة يســندها أســاس دينــي أيض ) وقولـه 53(» َ ون ُ ـد َ ح ْ ج َ ـا ي َ ن ِ ات َ آي ِ ـوا ب ُ ان َ ـا ك َ م َ ا و َ ـذ َ ه ْ ـم ِ ه ِ م ْ و َ ي َ ـاء َ ق ِ ـوا ل ُ س َ ـا ن َ م َ ك ْ م ُ ـاه َ س ْ ن َ ن َ م ْ ـو َ ي ْ ال َ تعالـى: «ف ). وبينمـا تنطـوي الآيـة الأولـى علـى تحذيـر 54(» النـاس َ ْ ـ َ ـا ب َ ه ُ ل ِ او َ د ُ الايـام ن َ ـك ْ ل ِ ت َ كذلـك: «و

Made with FlippingBook Online newsletter