العدد الثاني من مجلة لباب

217 |

نحو تبني ثقافة الانحياز إلى المستقبل ودراسات المستقبلات في الوطن العربي

مـن إهمـال التفكيـر بالمسـتقبلات، تؤكـد الثانيـة عـدم ثبـات الأمـور علـى حالهـا. وبصـدد تناغ ـم دع ـوة الدي ـن الإسـ مي إل ـى التفكي ـر بالمسـتقبلات م ـع غاي ـات استشـرافه، تجـدر الإشـارة إل ـى أن دراسـات المسـتقبلات، بمعن ـى استشـرافها، لا تزعـم أنهـا تري ـد التنب ـؤ بالمسـتقبلات، بدلالـة العلـم القاطـع والمؤكـد بـه. فإضافـة إلـى أن العلـم بالمسـتقبل هـو الأمـر دراس ـات المس ـتقبلات تعم ـد، كم ـا كان ـت ف ـي ْ ـد ُ ع َ ال ـذي تنف ـرد ب ـه ال ـذات الإلهي ـة، ل ـم ت بداي ـات تطورهـا، إل ـى التنب ـؤ بالمسـتقبلات، وإنمـا إل ـى استشـراف مـا يمكـن، ومـا يحتمـل، .)55( ومـا هـو مرغـوب ب ـه مـن صـور المسـتقبلات لــذا، ينبغــي توافــر الرؤيــة العلميــة لتطلعــات المســتقبلات فــي البحــوث العربيــة؛ ذلــك أن الانخـراط فـي دراسـات المسـتقبلات هـو السـبيل الوحيـد الـذي يفضـي بنـا إلـى شـراء الزمـن لاختـزال الفجـوة العلميـة بـ واقـع التـردي وطمـوح الارتقـاء، وهـو ذاتـه الـذي يسـهم فـي ــا، بالعمــل علــى اســتجلابه عبــر صناعتــه. كمــا أن ّ ً تأمــ تطويــع المســتقبل مــن قبلنــا ذاتي اعتمـاد البحـوث العلميـة العربيـة علـى المقاربـة المنهجيـة لبنـاء مشـاهد دراسـات المسـتقبلات، ـا إلـى إحـداث قفـزة نوعيـة علميـة فـي واقـع البحـوث العربيـة، كونهـا سـتدخل ً سـتفضي حتم ع ـن أنه ـا ً ف ـي إط ـار البحـوث الخلاق ـة الق ـادرة عل ـى الإتي ـان ب ـكل م ـا ه ـو جدي ـد، فضـ ا ً بذلـك ستسـهم فـي التحلي ـل الموضـوع العلمـي بشـكل شـامل لـدورة تعاقـب الزمـن، بـدء فـي تتبـع مسـتقبله وتحديـد ً مـن تعقـب ماضـي موضـوع أو حـدث مـا، ودراسـة حاضـره، أمـ آفاقـه، وبرؤي ـة علمي ـة وموضوعي ـة. خاتمة لقـد انصـرف هـذا البحـث إلـى محاولـة استشـراف مكانـة دراسـات المسـتقبلات فـي البحوث العلميـة العربيـة وفـق مقاربـة منهجيـة علميـة تسـتخدم بكثافـة فـي دراسـات المسـتقبلات، التي ـا، وهـي مقاربـة بنـاء المشـاهد. وفـي ضـوء تطبيـق ً أضحـى الأخـذ بهـا يشـمل العالـم كلـه تقريب للمنطـق الـذي تتأسـس عليـه هـذه المقاربـة المنهجيـة والآليـات التـي تسـتخدمها، عمدنـا إلـى استكشـاف م ـدى انتشـار ثقاف ـة الانحي ـاز إل ـى المسـتقبل ف ـي وطنن ـا العرب ـي، وكيفي ـة العمـل

Made with FlippingBook Online newsletter