العدد الثاني من مجلة لباب

| 218

علـى تحقيـق ذلـك. وقـد انتهـى بنـا هـذا الاستكشـاف إلـى ضـرورة الأخـذ بالجانب المسـتقبلي فـي البحـوث العلميـة فـي الوطـن العربـي، كوننـا نعيـش عالـم سـباق الحداثـة فـي ظـل تسـارع وقائع ـه وأدواره الزمني ـة؛ الأم ـر ال ـذي يدف ـع ف ـي كل دراسـة بحثي ـة علمي ـة إل ـى وضـع رؤي ـة مسـتقبلية لمـا سـيؤول إليـه مسـتقبل عنـوان البحـث العلمـي ومادتـه، والـذي يتـراوح بـ مـا ـا بـه. ً ، أو مرغوب ً ـا، أو محتمـ ً ممكن ُّ ـد َ ع ُ ي ـل علـى أهميـة البحـث العلمـي، وشـموليته فـي تقصـي ِّ دل ُ لا شـك أن الأخـذ بالمسـتقبلات ي حقائــق الفكــرة، والبحــث عــن المــآلات فيهــا، ذلــك أن تتبــع الفكــرة ابتــداء مــن نشــأتها ا بسـير أدائه ـا (الحاضـر)، هـو رصي ـد معرف ـي مه ـم ينبغ ـي عل ـى الباحـث ً (الماضـي)، وم ـرور ـا فـي البحـث لمسـتقبل ذات ّ ً ا مكاني ً فـه فـي بحثـه العلمـي ليخصـص مـن خلالـه حيـز ِّ أن يوظ ـا لا يتجـزأ مـن كليـة أو شـمولية جوانـب البحـث العلمي. ّ ً ا مهم ً الفكـرة، أي آفاقهـا كونهـا جـزء وبذلـك، نجـد مـن الضـروري أن يتـم دعـم مقاربـة بنـاء المشـاهد العلميـة فـي البحـوث العلميـة العربي ـة، كم ـا ينبغ ـي أن تجـد دراسـات المس ـتقبلات مكان ـة أو بيئ ـة حاضن ـة له ـا ف ـي عالمن ـا العرب ـي، لاسـيما البيئ ـة المؤسسـاتية المدعومـة مـن قب ـل الحكومـات، وعل ـى هيئ ـة مؤسسـات بحثي ـة تعن ـى بالتفكي ـر العلمـي للمسـتقبل، لم ـا له ـا م ـن أهمي ـة نافع ـة لرف ـد المسـيرة العلمي ـة مـن الماضـي والحاضـر، أهـم أدوات ً ـا، بفكـر يتطلـع إلـى الأمـام، جاعـ ً للدولـة والمجتمـع مع عــن أدوات أخــرى مــن قبيــل الشــمول ً ذلــك التطلــع، وبرؤيــة علميــة وموضوعيــة، فضــ والنظـرة الكليـة، والقـراءة الجيـدة للماضـي باتجاهاتـه العامـة السـائدة، والمـزج بـ الأسـاليب الكيفي ـة والأسـاليب الكمي ـة فـي العمـل المسـتقبلي، والفري ـق الجماعـي. كل ذل ـك م ـن أج ـل العم ـل عل ـى نش ـر ثقاف ـة المس ـتقبلات ف ـي عالمن ـا العرب ـي ال ـذي ب ـات ٍّ أحـوج مـا يكـون إلـى هـذه الجزئيـة المهمـة فـي التخصصـات الإنسـانية والعلميـة علـى حـد سـواء، لمـا لهـا مـن آثـار مهمـة تنعكـس وبشـكل إيجابـي كبيـر برؤاهـا الفكريـة علـى التخطيـط فضـي، لا محال ـة، إل ـى ذل ـك المس ـتقبل المأم ـول أو الأكث ـر ُ الاسـتراتيجي الك ـفء، وال ـذي ي مــن الواقــع المتــردي الــذي لطالمــا لــم يحتضــن دراســات المســتقبلات ضمــن بيئــة ً ارتقــاء

Made with FlippingBook Online newsletter