العدد الثاني من مجلة لباب

21 |

أخلاق العائلية ومستقبل الديمقراطية في العالم العربي

ل خاصي ـة ِّ تكتس ـي دلال ـة ضعيف ـة ف ـي معظ ـم الأحي ـان، مم ـا يعن ـي أن المحاب ـاة العائلي ـة تش ـك ثقافيـة مشـتركة بـ المجتمعـات العربيـة قيـد الدراسـة. وتكشـف هـذه النتائـج عـن إحـدى ـر عـن فشـل تيـارات الحداثة ِّ البنيـات الثقافيـة المهيكلـة للاجتمـاع فـي المجتمعـات العربيـة وتعب فـي إلحـاق الرضـوض بالعلاقـات الت ـي تجمـع الإنسـان العرب ـي بأقارب ـه. . الجذور البنيوية للعائلية غير الأخلاقية: 2.2 من الأصل الجغرافي للجنس البشري إلى قيم التحرر

ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ t ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍ

ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) w 2 ( ﻳﺒﻴﻦ

نظـر إلـى الثقافـة فـي التقليـد الأنثروبولوجـي كمجموعـة مـن الحلـول التـي يبتدعهـا الإنسـان ُ ي ). والواقـع أن 33( لمواجهـة المشـاكل التــي تطرحهـا الأنســاق الإيكولوجيـة بمكوناتهـا المختلفـة ـا ً ذلـك لاحق ِّ المحابـاة العائليـة، كعقـدة ثقافيـة، لا يمكـن فصلهـا عـن هـذا الطـرح كمـا سـنب ا علــى الاختبــارات الإحصائيــة. وإذا كانــت الثقافــة تتوســط العلاقــة بــ العوامــل ً اعتمــاد البنيويــة وأنمــاط مــن الاتجاهــات حيــال مجموعــات الانتمــاء، فــإن دراســة هــذه العلاقــة مــن الناحيــة الجينيالوجيــة يســتلزم ربطهــا بمؤثــرات خارجيــة موغلــة فــي القــدم ومســتمرة . فق ـد انتب ـه الباحثــون إل ـى دور المن ـاخ ف ـي التكري ـس الاجتماعـي )34( ف ـي الحاضـر المعي ـش 14 .2.2 ﺍﳉﺬﻭﺭ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ: ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺇﱃ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺘﺤ ﺮﺭ  ﻳ ﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻮﻝ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﺘﺪﻋﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟ ﱵ ﺎ ú ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﻕ ﺍﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﲟﻜﻮﻧﺎ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ (33) . ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﶈﺎﺑﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ، ﻛﻌﻘﺪﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻻ ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻛ æ ﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴ ﻦ ﺫﻟﻚ ﻻﺣﻘﹰ É ﺎ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﺘﻮﺳﻂ ﺍ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﻮﻳﺔ ﻭ ﺃﳕﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺣﻴﺎﻝ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ، ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﳉﻴﻨﻴﺎﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﲟﺆﺛﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻮﻏﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﰲ ﺍﳊ ﺎﺿﺮ ﺍﳌﻌﻴﺶ 34) (. ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﱃ ﺩﻭﺭ ﺍﳌﻨﺎﺥ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﺑﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﻳﻌﺰﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﰲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄﻴﺔ (35) ﻭﻛﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﺩﺍﻭﻛﻴﻨﺰ ) Richard Dawkins ( ﺑـ “ ﺍﳉﲔ ﺍﻷﻧﺎﱐ .(36)"

Made with FlippingBook Online newsletter