219 |
نحو تبني ثقافة الانحياز إلى المستقبل ودراسات المستقبلات في الوطن العربي
البحـث العلمـي العرب ـي. ــل خلاصــة علميــة لمجمــل البحــث العلمــي، ِّ وثمــة اســتنتاجات توصــل إليهــا الباحثــان، تمث يمك ـن إجماله ـا فيم ـا يل ـي: ا. ً ا وتراجـع مبكـر ً . أن الجهـد العلمـي العربـي علـى صعيـد استشـراف المسـتقبلات بـدأ متأخـر 1 ـا من ـه يتن ـاول الماضـي والحاضـر أكث ـر مـن تناول ـه ّ ً عـن أن كم ً ا، فضـ ً ل ـذا، اسـتمر محـدود المسـتقبلات، وهـو مـا أحـدث فجـوة تتسـع كلمـا تقـدم الزمـن إلـى الأمـام بـ عالمنـا العربـي، وعالـم الحداثـة الغربـي. . تسـتدعي دراسـات المسـتقبلات مـن الباحـث أن يكـون علـى جانـب كبيـر مـن الموضوعيـة 2 ـم، تعتم ـد الاستش ـراف العلم ـي َّ والواقعي ـة ف ـي آن واحـد، كونه ـا عملي ـة بح ـث علم ـي منظ فـي رصـد مسـتقبل ً المنظـم، فـي مجـال مـا، تـدرس ماضـي الحاضـر وحاضـر الماضـي، أمـ علـى معطيـات ماثلـة، ومتغيـرات عديـدة. ً الحاضـر بعنايـة لتحديـد آفاقـه واتجاهاتـه، بنـاء . بــات الاهتمــام بدراســات المســتقبلات مــن الضــرورات التــي لا غنــى عنهــا للــدول 3 ـا تأخـذ ب ـه ال ـدول أو تهجـره، تسـتوي ف ـي ذل ـك ً والمجتمع ـات والمؤسسـات، ول ـم تع ـد ترف الـدول المتقدمـة والناميـة، وليـس أدل علـى أهميـة دراسـات المسـتقبلات مـن ظهـور أعـداد كبيــرة مــن العلمــاء والباحثــ المشــتغلين بدراســات المســتقبلات فــي الجامعــات ومراكــز البحـوث المختلفـة، وظهـور العديـد مـن المراكـز والهيئـات العلميـة والمعاهـد المتخصصـة فـي ــا. ّ ً دراســات المســتقبلات، وانتشــارها عالمي . تعتمـد دراسـات المسـتقبلات علـى أدوات عديـدة تضفـي عليهـا صفـة الاستشـراف العلمـي 4 المنظـم، منهـا الشـمول والنظـرة الكليـة، آخـذة بنظـر الاعتبـار النظـر إلـى الماضـي، وملامسـة الواقـع للتطلـع إلـى ذلـك المسـتقبل المأمـول، وعبـر المـزج بـ الأسـاليب الكيفيـة والأسـاليب الكميـة فـي العمـل المسـتقبلي، ضمـن فريـق عمـل جماعـي متجانـس ومنظـم. . إن تراكـم القناعـة بجـدوى الارتق ـاء بالاسـتجابة إل ـى مسـتوى التحدي ـات الإنسـانية الت ـي 5 يواجههــا عالمنــا العربــي، فــي ظــل نــدرة دراســات التخطيــط المســتقبلي، تدفــع بنــا إلــى
Made with FlippingBook Online newsletter