العدد الثاني من مجلة لباب

| 228

ـل مـن منظـور صاحبـي الكتـاب مرحلـة صعـود الديمقراطيـة فـي أميـركا ِّ يمث 2015 حتـى 1990 والعال ـم. وخلال ـه كان ـت السياسـة الخارجي ـة الأميركي ـة داعم ـة ل ـكل التجـارب الديمقراطي ـة حت ـى بالنس ـبة لتل ـك التج ـارب الت ـي كان له ـا س ـجل إم ـا ضعي ـف أو س ـيء عل ـى مس ـتوى الممارسـة الديمقراطيـة وحقـوق الإنسـان ومنهـا الصـ وروسـيا وبعـض دول الشـرق الأوسـط. تخلـت عـن سياسـة دعـم الديمقراطيـات فـي العالـم، 2016 وبالمقابـل فـإن «أميـركا منـذ العـام ـا سـواء ف ـي الداخـل أو الخـارج، وم ـع الرئي ـس دونال ـد ترام ـب ّ ً ـا ديمقراطي ً ول ـم تع ـد نموذج .)Global Democratic Recession) (2( أخـذت تمضـي فـي اتجـاه تيـار التراجـع العالمـي للديمقراطيـة ومعلــوم أن أطروحــة «التراجــع العالمــي للديمقراطيــة» التــي تبناهــا الكتــاب واعتبــر انتخــاب الرئيـس دونالـد ترامـب بدايـة حقيقيـة لهـا، تزامنـت مـع أزمـة الديمقراطيـة فـي أوروبـا خاصـة فــي بريطانيــا وتصويتهــا لمزيــد مــن الخصوصيــة الأنغلوساكســونية بعــد عقــود طويلــة مــن الاندم ـاج الاقتصـادي والسياس ـي داخ ـل الإقلي ـم الأوروب ـي، إل ـى جان ـب صع ـود التي ـارات الشـعبوية وحصدهـا لمراكـز متقدمـة فـي كل مـن فرنسـا وإيطاليـا وهنغاريـا، هـذا إلـى جانـب اسـتمرار مع ـدلات العن ـف السياسـي ف ـي الكثي ـر مـن بق ـاع العال ـم خاصـة العال ـم العرب ـي. كيف تموت الديمقراطيات إن الحديـث عـن مـوت الديمقراطيـات فـي الكتـاب هـو تعبيـر مجـازي الغايـة منـه تطبيـق آليـة العـ ج بالصدمـة، كمـا أن صيغـة العنـوان التـي جمعـت بـ التسـاؤل والاسـتفزاز حـول موت ـا محاولـة لمداهمـة القناعـات السياسـية لرجـل السياسـة الأميركـي ً ـ ن مع ِّ الديمقراطيـات، يمث ـا دعـوة ً وحثـه علـى معرفـة الوجـه الآخـر لمـا يقـع داخـل الحـدود الجغرافيـة لبـ ده. وهـو أيض لقـارئ الكتـاب لمعـاودة التفكيـر في مسـتقبل أميـركا والعالـم بـدون ديمقراطيـة. فالديمقراطيات ـا لا تمـوت لأنهـا قيـم إنسـانية وسياسـية، والقيـم لا تخضـع لضوابـط الحتميـة البيولوجيـة، ً عموم قـد تتعـرضلانتكاسـات فـي هـذا البلـد أو لمحـاولات الاغتيـال فـي بلـد آخـر، وقـد يحـدث أن يتوقـف التاريـخ عنـد تجـارب غيـر ديمقراطيـة، كمـا كان عليـه الأمـر فـي التجربتـ الألمانيـة أو ـا تخشـى الفـراغ، فـإن الديمقراطيـة ً الإيطاليـة خـ ل الحربـ العالميتـان، لكـن ولأن الطبيعـة دوم

Made with FlippingBook Online newsletter