229 |
قراءة في كتاب كيف تموت الديمقراطيات
تع ـود لتزدهـر مـن جدي ـد بعدمـا يمـوت أعـداء الديمقراطي ـة. ويمي ـز العالمـان ب ـ نمطـ مـن عمليـات قتـل أو اغتيـال التجـارب الديمقراطيـة فـي العالـم: - النمـط الأول: وهـذا الوجـه هـو الأبـرز والمتـداول بـرأي الدارسـ فـي التجـارب السياسـية العالميـة، وتـكاد طـرق تنفيـذه تكـون متشـابهة، إمـا عبـر انقلابـات عسـكرية يقـوم بهـا أحـد أف ـراد ضب ـاط الجي ـش وبعده ـا يش ـرع ف ـي سـن قوان ـ فردي ـة عل ـى شـاكلة إلغ ـاء أو تعلي ـق الدس ـتور واعتم ـاد أح ـكام عرفي ـة، إل ـى ح ـ إع ـداد دس ـتور عل ـى مق ـاس العس ـكر الذي ـن ينزعــون البــزة العســكرية ويتحولــون إلــى حــكام مدنيــ . وهــذا النمــط يجــد الكثيــر مــن تفسـيراته فـي ثلاثينـات القـرن الماضـي، حيـث شـهدت دول أوروبـا الغربيـة موجـات متواصلـة مـن الانقلابـات العسـكرية أو بـروز أنظمـة حكـم شـمولي طالـت إسـبانيا والبرتغـال وإيطاليـا وألمانيــا، أو فــي الســبعينات حينمــا شــهدت بعــض دول أميــركا الجنوبيــة، مثــل الأرجنتــ والبرازيـل والأوروغـواي وجمهوريـة الدومينـكان، انقلابـات عسـكرية تكللـت بهيمنـة الجيـش علـى الحيـاة السياسـية فـي الكثيـر مـن بلـدان هـذه القـارة، والأمـر نفسـه ينسـحب علـى بعـض دول القـارة الإفريقيـة مثـل غانـا ونيجيريـا. فالقاسـم المشـترك الـذي يوحـد هـذه الـدول هـو أنهـا تنـدرج تحـت نمـط قتـل الديمقراطيـة عـن طريـق الانقلابـات العسـكرية. وفـي هـذا النمـط ا عنـد النمـوذج الشـيلي الـذي أخذ فـي رأيهمـا طابـع التمثيـل والاختزال، ً توقـف العالمـان كثيـر ففـي بل ـد لا يتوفـر عل ـى الكثي ـر مـن المـوارد الاقتصادي ـة وينجـح فـي الرهـان السياسـي مـن خـ ل فـوز تحالـف اليسـار فـي الانتخابـات الرئاسـية التـي شـهد العالـم علـى نزاهتهـا، قامـت بقي ـادة الجن ـرال بنوشـيه باقتحـام القصـر الرئاسـي 1973 سـبتمبر/أيلول 11 قـوات الجي ـش فـي والانقـ ب علـى الرئيـس المنتخـب وطلبـت منـه الاسـتجابة لمطالـب الانقلابـ ، لكنـه رفـض الأمـر وأصـر علـى إنهـاء ولايتـه الرئاسـية. وعندمـا قـام بتسـجيل رسـالة صوتيـة لتبـث علـى أمـواج الإذاعـة الشـيلية طالـب فيهـا الشـعب بالانتفاضـة ضـد الجيـش، فإن الرسـالة لـم تصل، وقامـت قـوات جيـش الانقـ ب بتصفيـة سـالفادور ألينـدي. والمعادلـة التـي تختـزل هـذا النمط بحسـب الكتـاب هـي «حينمـا يعلـو صـوت البندقيـة تمـوت الديمقراطيـة».
Made with FlippingBook Online newsletter