| 230
- النمـط الثانـي: وهـو الـذي لا تسـتخدم فيـه الأسـلحة الفتاكـة ولا تمـوت فيـه الديمقراطية على أيـدي العسـكر، وإنمـا يتـم قتـل الديمقراطيـة علـى أيـدي رجـالات السياسـية المنتخبين أنفسـهم. فف ـي السـابق كان الخطـر ال ـذي يته ـدد الديمقراطي ـة يأت ـي ف ـي شـكل انقلاب ـات عسـكرية أو عم ـل مس ـلح، أم ـا الي ـوم ف ـإن الأم ـور أخـذت منحـى آخـر يق ـوم عل ـى ضـرب المؤسس ـات الدسـتورية التـي تضمـن ديمومـة الشـرط الديمقراطـي. والمثـال الـذي يسـتدل بـه العالمـان فـي هـذا البـاب هـو الرئيـس الفنزويلـي هوغـو تشـافيز الـذي تحـول مـن رئيـس منتخـب إلـى حاكـم أوتوقراطـي. ـا ّ ً ا إصلاحي ً دخـل هوغـو تشـافيز المشـهد السياسـي فـي فينزويـ باعتبـاره قائـد 1998 ففـي عـام ضــد النخبــة السياســة والاقتصاديــة الفاســدة فــي البــ د؛ حيــث اعتمــد فــي بدايــة حياتــه ـا يق ـوم عل ـى تق ـديم وعـود بتغيي ـر حي ـاة المواطـن الفنزويل ـي، والتركي ـز عل ـى ً السياسـية خطاب مظاهـر الفقـر فـي فنزويـ التـي تتميـز بوجـود ثـروات نفطيـة هائلـة تحـت الأرض... وبعدهـا شــرع فــي «تنفيــذ ثــورة داخليــة» مــن خــ ل اعتمــاد دســتور تم التصويــت عليــه بصــورة ، ولكنـه مـا إن تمكـن مـن الهيمنـة علـى السـاحة السياسـية فـي البـ د، ونجـا 1999 ديمقراطيـة فـي تنفيـذ مشـروعه الخـاص باعتماد 2003 مـن انقـ ب عسـكري فاشـل، حتـى شـرع فـي عـام حكـم أوتوقراطـي قـام خلالـه باعتقـال أو نفـي جميـع المعارضـ السياسـيين، وأغلـق وسـائل الإعــ م المعارضــة، وظــل يحكــم البــ د وفــق مقــولات النظــام الفــردي لأكثــر مــن عقــد كام ـل، وفت ـح علي ـه الكثي ـر م ـن الجبه ـات ف ـي الداخـل والخـارج. وبع ـد وف ـاة تش ـافيز ف ـي اس ـتمرت التش ـافيزية ف ـي فزوي ـ عل ـى ي ـد تلمي ـذ تش ـافيز، نيك ـولاس م ـادورو. 2012 الع ـام والمعادل ـة الت ـي تخت ـزل هـذا النمـط هـي «عندمـا تقت ـل الديمقراطي ـة بقفـازات حريري ـة». وب ـ قت ـل الديمقراطي ـة عـن طري ـق السـ ح أو اغتيالهـا عب ـر الهيمن ـة عل ـى الحي ـاة السياسـية وتطويـع القوانـ لخدمـة النـوازع الفرديـة، يجـد قـارئ الكتـاب أن هنـاك محـاولات حثيثـة لوضـع دونالـد ترامـب فـي نفـس الخانـة التـي يوجـد فيها هوغـو تشـافيز مع قليـل مـن التجاوز؛ فالرئي ـس ال ـذي تمكـن خـ ل سـنتين فق ـط مـن تولي ـه الحكـم أن يتهـم الصحاف ـة الأميركي ـة
Made with FlippingBook Online newsletter