العدد الثاني من مجلة لباب

233 |

قراءة في كتاب كيف تموت الديمقراطيات

الدسـتور. ويعتمـد هـذا النظـام علـى مجموعـة مـن الأعـراف السياسـية التـي تقـوم علـى المرونة السياسـية بـ الحزبـ الكبيريـن فـي البـ د، بمـا يسـاعد الفرقـاء السياسـيين الأميركيـ علـى حماي ـة النظـام مـن الان ـزلاق نحـو أشـكال غي ـر ديمقراطي ـة و»إلا وجـب اللجـوء إلـى حـارس البوابـة بـدل الانفتـاح الشـامل». إن حال ـة الإجم ـاع المس ـجلة وسـط الأميركي ـ ب ـرأي العالم ـ تتحـدد ف ـي أن الطريق ـة الت ـي وصــل بهــا ترامــب إلــى ســدة الحكــم تؤكــد أن الديمقراطيــة الأميركيــة اليــوم فــي خطــر. والدلي ـل عل ـى ذل ـك أن معايي ـر الديمقراطي ـة الحقيقي ـة أضحـت مفقـودة مـع الن ـزوع الواضـح للرئيـس ترامـب إلـى اعتمـاد نظـام حكـم يتماهـى مـع النظـام الشـمولي. فمـن مظاهـر اغتيـال فـ ، أن الرئيـس أبـان عـن عـداء علنـي وصريـح ِّ ل َ ؤ ُ الديمقراطيـة فـي العهـد الترامبـي، حسـب الم لـكل مـا هـو مؤسسـاتي؛ فقـد طلـب مباشـرة بعـد تعيينـه بـأن تكـون جميـع المكاتـب الأمنيـة الاسـتخباراتية تابعـة ل ـه بصـورة شـخصية ومباشـرة، فـي محاول ـة لتأمـ مسـتقبله السياسـي ضـد أي محاولـة تحقيـق ترتبـط بنتائـج الانتخابـات والتآمـر مـع جهـات دوليـة. كمـا أن دعوتـه للإغـ ق الحكومـي، والتلويـح باسـتعمال الفيتـو الـذي يمنحـه لـه الدسـتور للحسـم فـي القضايا ا، لأنـه لا يمكـن رهـن مؤسسـات البـ د ّ ً الخلافيـة الكبـرى؛ يعتبـر عمليـة غيـر مبـررة دسـتوري الكبـرى بخـ ف بـ الرئيـس وأعضـاء الكونغـرس حـول تمويـل مشـروع صغيـر متعلـق ببنـاء جـدار علـى الحـدود مـع المكسـيك. ويبــدو أن توجيــه لائحــة اتهــام ضــد روســيا وأجهزتهــا الاســتخباراتية بالتدخــل فــي قوائــم ل نقطـة فارقـة َّ الناخبـ الأميركيـ والتأثيـر علـى عمليـات التصويـت لصـالح ترامـب، شـك ـه غريـزي أكثـر نحـو النظـام الشـمولي الـذي يقـوم ُّ ج َ و َ ت ِ فـي مسـار الرئيـس الأميركـي ودفـع بـه ل علـى اعتمـاد الـولاء لشـخص الرئيـس كشـرط أولـي قبـل الكفـاءة... وهـذا مـا يفسـر مسلسـل الإقــالات والاســتقالات المتواصلــة فــي الدوائــر المقربــة مــن الرئيــس. لذلــك أبــان دونالــد ترام ـب خـ ل سـنتين عـن عـداء خـاص لكاف ـة أشـكال الحدي ـث عـن تواطـؤ ب ـ حملت ـه الانتخابيـة وتدخـل الـروس فـي توجيـه نتائـج الانتخابـات، بـذات القـوة التـي عمـل بهـا علـى

Made with FlippingBook Online newsletter