237 |
قراءة في كتاب كيف تموت الديمقراطيات
سـتكون محطـة حكـم الرئيـس دونالـد ترامـب عبـارة عـن «خطـأ تاريخـي تراجيـدي ودرس صعـب للأميركيـ » فـا الكتـاب «السـيناريو الأسـود»: وهـو غيـر متوقـع ولكنـه ِّ ل َ ؤ ُ - السـيناريو الثانـي أو كمـا يسـميه م ممكـن، وسـيتمكن ترامـب فـي سـياقه مـن الاسـتمرار والفـوز بولايـة رئاسـية ثانيـة مدتهـا أربـع سـنوات إضافي ـة، سـيعمل خلاله ـا ترام ـب ومع ـه الجمهوري ـون عل ـى الهيمن ـة عل ـى مجلسـي الشـيوخ والن ـواب والمحكم ـة الأميركي ـة العلي ـا. ويعن ـي نجاحه ـم ف ـي ذل ـك أنه ـم سـيتمكنون مــن فــرض أجندتهــم الحزبيــة والسياســية فــي الداخــل الأميركــي والخــارج. وتقــوم هــذه الأجنـدة علـى مجموعـة مـن الملفـات السياسـية الإشـكالية مثـل ملـف الهجـرة غيـر النظاميـة ف ـي الجن ـوب الأميرك ـي ومل ـف الرعاي ـة الصحي ـة، ه ـذا إل ـى جان ـب علاق ـات جـد متوت ـرة بـ أميـركا والعالـم الخارجـي خاصـة الاتحـاد الأوروبـي وحلـف «الناتـو» والعلاقـات مـع دول الجـوار الأميركـي التـي أبـان فيهـا ترامـب عـن أفـق ضيـق فـي قـراءة الأحـداث الجيوسياسـية فـي العالـم. ا مـن التجـاذب والانقسـام بـ ً - السـيناريو الثالـث: وهـو الـذي سـتعرف خلالـه أميـركا مزيـد ـا أخـرى بـ المؤسسـات، وهـو مـا يعنـي «حيـاة سياسـية بـدون ضوابـط مهنيـة ً الحزبـ وحرب أو أخلاقيـة». وبصـرف النظـر عـن اختيـار العالمـ للسـيناريو الأول، لأنـه سـيوفر الشـيء الكثيـر علـى أميـركا والأميركي ـ ، ف ـإن ذل ـك ل ـم يمنعهم ـا م ـن التأكي ـد عل ـى أن أي س ـيناريو خ ـاص بالمس ـتقبل ) والصبـر Mutual Tolerance( الأميركـي يقتضـي توافـر جرعـات مهمـة مـن التسـامح المتبـادل كشـرطين لازمـ لتفعيـل عمليـة الفصـل بـ السـلطات. )Institutional Forbearance( المؤسسـاتي والس ـبب ف ـي ذل ـك أن مؤسس ـي الديمقراطي ـة الأميركي ـة فش ـلوا ف ـي وضـع قوان ـ مصاحب ـة ا للدسـتور الأميركـي ال ـذي ً ا مباشـر ً ل تهدي ـد ِّ للأحـزاب والعمـل الحزب ـي، وهـذا الأم ـر يشـك د لـه بأنـه مـن الدسـاتير الأولـى التـي احتفـت بــ»مبـدأ الحريـة الفرديـة والمسـاواة» َ شـه ُ ظـل ي ف ـي ديباجت ـه العام ـة. لك ـن ه ـذا المب ـدأ يواجـه صعوب ـات كبي ـرة الي ـوم ف ـي ظ ـل الدع ـوات
Made with FlippingBook Online newsletter