239 |
قراءة في كتاب كيف تموت الديمقراطيات
إسـقاط النظـام الفـردي»، وهـو مـا تحقـق فـي إسـقاط ثلاثـة رؤسـاء دول عربيـة. لكـن بالرغـم مـن المكاسـب المترتبـة علـى السـقوط المـادي والرمـزي لثلاثـة رؤسـاء دول -جميعهـم جـاؤوا إلــى الحكــم مــن خلفيــة عســكرية خالصــة- فــإن دول العالــم العربــي دخلــت بعدهــا فــي مرحلـة الثـورة المضـادة القائمـة علـى الصـراع المحمـوم بـ مطالـب الشـعوب وصمـود الأنظمـة الشـمولية. وتؤكـد التجـارب والأحـداث السياسـية المتواصلـة فـي هـذه البلـدان أن الصـراع بـ ـا علـى مزيـد مـن التصعيـد إلـى أن ً إرادات الشـعوب وهيمنـة الأنظمـة الشـمولية سـيظل مفتوح وتحقـق المعادلـة العصيـة فـي كنـس 2011 تسـتعيد الجماهيـر زخمهـا الـذي أبانـت عنـه فـي عـام الأنظمـة الشـمولية التـي تعـادي الديمقراطيـة. خاتمة ـه، هـي أن الديمقراطيـة الأميركيـة ليسـت ْ ي َ ف ِّ ل َ ؤ ُ قـد تكـون الغايـة مـن هـذا الكتـاب، فـي نظـر م ـن تـام مـن السـقوط في ردهـات ديكتاتوريـة الأفـراد وهيمنة الأنظمـة الشـمولية، وأن امتلاك َ م ْ أ َ ِ مؤسسـات سياسـية لا يعن ـي بالضـرورة حمايـة الإرث الديمقراطـي للب ـ د مـن السـقوط. وهـذا الأمـر يجـد الكثيـر مـن مسـوغاته فـي حـالات التراجـع التـي تشـهدها التجـارب الديمقراطيـة فـي أكثـر مـن دولـة فـي العالـم كمـا هـو الأمـر فـي فنزويـ وتايلانـد وهنغاريـا. وربمـا تكـون أزمـة ا لهـذه الديناميـة الجديـدة لتراجـع الديمقراطيـات ً ا أو امتـداد ً الديمقراطيـة فـي أميـركا اليـوم جـزء ـل في الفاشـية َّ التـي تنتشـر فـي العالـم. لكـن الأخطـار التـي تتهـدد الديمقراطيـة اليـوم والتـي تتمث والشـيوعية والأنظمـة العسـكرية تب ـدو ماضي ـة فـي الانتشـار وهـي الي ـوم تطـال ال ـدول العريقـة فـي الممارسـة الديمقراطيـة بعدمـا كانـت مقتصـرة فـي السـابق علـى دول العالـم الثالـث. ومـع ذلـك يبـدو أن الرسـالة غيـر المعلنـة أو الـدرس الـذي لـم يسـتوعبه الكثـر مـن شـعوب العالـم فـي ل ف ـي قرارتهـا ِّ مسـارات الانتق ـال السياسـي والديمقراطـي هـي أن الانقلاب ـات العسـكرية تشـك دعـوة لـرد الاعتبـار للديمقراطيـة باعتبارهـا قيمـة إنسـانية كونيـة، فالديمقراطيـة لا يمكـن قتلهـا، ـل ِّ ق ـد تخب ـو التجرب ـة وتنكسـر ويصيبه ـا الضم ـور لكنه ـا لا تم ـوت، وكل محاول ـة لاغتياله ـا تمث دعـوة صريحـة لأنصـار الديمقراطيـة لإعـادة بنـاء التجربـة مـن جديـد.
Made with FlippingBook Online newsletter