العدد الثاني من مجلة لباب

| 244

الأسـس والمرتكـزات التـي قـام عليهـا النظـام السياسـي العراقـي، وتخليصـه مـن آفـة المحاصصـة الطائفيـة والعـودة بـه إلـى ركيـزة المواطنـة ومـا يلـزم ذلـك مـن تعديـ ت دسـتورية، وإشـاعة ثقاف ـة سياسـية جدي ـدة، وترسـيخ مب ـدأ «الديمقراطي ـة التوافقي ـة» ف ـإن الت ـأزم الحال ـي للعملي ـة السياسـية سيسـتمر. . مثالب الفيدرالية 2.2 ـل مـع تطبيـق النظـام الفيدرالـي فـي العـراق أن تتحسـن الكفـاءة الإداريـة للدولـة َّ كان مـن المؤم وأن يشـعر المواطنـون بذلـك، خاصـة فـي الخدمـات والمرافـق العامـة، لكـن يبـدو أن الفيدراليـة فـي العـراق -أو بمعنـى أدق- سـوء تطبيـق الفيدراليـة حـال دون ذلـك؛ إذ أضحـت -بحسـب ـا مـن أبـواب الفسـاد المالـي والإداري، بعدمـا انتهـز العديـد ً المتحدثـ فـي هـذه الجلسـة- باب م ـن الكت ـل السياسـية ذات النف ـوذ ف ـي ه ـذا الإقلي ـم أو ذاك وضعه ـا للإث ـراء غي ـر المشـروع د الميزانيــات َّ ــا عــن الاهتمــام بمصــالح الســكان؛ الأمــر الــذي بــد ً وترســيخ وجودهــا عوض ـا عل ـى ه ـذا، ف ـإن ً المخصصـة لتحس ـ البني ـة التحتي ـة وتطوي ـر المراف ـق والخدم ـات. وتأسيس هـذه َّ ـا- مـن شـأنه أن يسـد ّ ً ـا أو جزئي ّ ً إعـادة النظـر فـي النظـام الفيدرالـي العراقـي الراهـن -كلي اء مـن أمـام مسـار التنميـة فـي العـراق. َ د ْ أ َ صلـح هـذا الخلـل ويزيـل عقبـة ك ُ الثغـرة وي . تحديات إعادة إعمار العراق وبناء الدولة 2 . غياب الرؤية الاقتصادية 1.2 رغـم أن العـراق بلـد غنـي بالنفـط والغـاز والثـروات المعدنيـة؛ إذ تبلـغ احتياطياتـه النفطيـة علـى تريلي ـون مت ـر 131 ر بحوال ـي َّ ق ـد ُ ملي ـار برمي ـل، أم ـا احتياطيات ـه م ـن الغ ـاز فت 153 س ـبيل المث ـال عـن كميـات أخـرى كبيـرة مـن الكبريـت، ً مليـارات طـن، فضـ 5.7 مكعـب، ومـن الفوسـفات ِّ بــ ُ ة كمــا ت َ ــر ِّ ث َ ع َ ت ُ واليورانيــوم، والزئبــق الأحمــر، فــإن اقتصــاده متــأزم وعجلــة التنميــة فيــه م المؤشـرات التـي وردت فـي مداخلـة الدكتـور غـازي السـكوتي، أسـتاذ العلاقـات الدوليـة بجامعة بغـداد، وتشـمل: ا. ّ ً مليون دونم فقط حالي 11 مليون دونم قبل الغزو إلى 48 - تراجع مساحة الأراضي الزراعية من

Made with FlippingBook Online newsletter