| 254
؛ إذ إن الحــزب الفائــز (العدالــة والتنميــة) أخفــق فــي 2016 بعــد الانتخابــات البرلمانيــة فــي ا امتـد لأشـهر عديـدة ثـم اضطـر ّ ً ا سياسـي ً تشـكيل الحكومـة فدخلـت البـ د فيمـا يشـبه انسـداد زت مـن سـلطة المعينـ والإداريـ علـى حسـاب سـلطة المنتخبـ . َّ إلـى القبـول بشـروط عـز إضافـة إلـى أنـه خـ ل هـذا الانسـداد اندلعـت احتجاجـات الريـف التـي دامـت نحـو سـبعة أشـهر للمطالبـة بالتنميـة والعدالـة، وقـد اعتـرف الملـك بعـد ذلـك بإخفـاق مشـروع «الحسـيمة ـا بالأسـاس لمعالجـة هـذه المشـاكل. ً ه َّ منـارة المتوسـط» الـذي كان تحـت إشـرافه وموج ومـع ذلـك، فثمـة جملـة مـن التحديـات حالـت دون وصـول عمليـة التحـول السياسـي فـي المغ ـرب إل ـى منتهاهـا، مـن ذل ـك: هـذا الشـد والجـذب ب ـ نزعت ـ ؛ الأول ـى: تل ـك الت ـي تسـعى نحـو التغييـر والإصـ ح، والثانيـة: التـي تعمـل علـى المحافظـة علـى الوضـع القائـم وربمـا العـودة بالبـ د إلـى الـوراء. وقـد ظلـت عمليـة التحـول السياسـي رهينـة هاتـ النزعتـ ؛ مـا انعكـس عل ـى تفعي ـل الإصلاحـات سـابقة الذكـر، وظهـر مـا يشـبه الفجـوة ب ـ التحدي ـث ـل هـذه القوانـ وتلـك المؤسسـات ِّ فع ُ المؤسسـاتي مـن جهـة، وخلـق ثقافـة سياسـية جديـدة ت مـن جهـة ثانيـة، فـي حالـة ربمـا تكـون مشـابهة للحالـة التونسـية بشـأن الفجـوة بـ النصـوص الدسـتورية والتطبيـق العملـي لهـا. عـن مسـألة التجـاذب بـ نزعتـي الإصـ ح والمحافظـة علـى الأوضـاع سـابقة الذكـر، ً وفضـ ـا آخـر يتمثـل فيمـا يمكـن تسـميته بتشـظي المشـهد ً فـإن التحـول السياسـي بالمغـرب واجـه تحدي ـا، معظمهـا -عل ـى حـد وصـف المالكـي- أحـزاب ً حزب 26 الحزب ـي؛ إذ ينشـط عل ـى السـاحة ـة، وهـو مـا لا تسـتقيم معـه الحيـاة البرلمانيـة؛ إذ لا تقـوم تلـك الأحـزاب بوظائفها الدسـتورية َّ هش ل ـة ف ـي تأطي ـر التمثيلي ـة والوسـاطة. ث ـم إن الدول ـة ف ـي علاقتهـا بالأحـزاب لا ِّ والسـيادية المتمث توفـر الشـروط الكافيـة كـي تقـوم هـذه الأحـزاب بوظائفهـا سـابقة الذكـر؛ الأمـر الـذي انعكس علـى بنيتهـا الداخليـة، وأفقدهـا القـدرة علـى تكويـن كوادرهـا القـادرة علـى المنافسـة. وإزاء هـذا الوضـع وآفـاق تطـور الحيـاة السياسـية فـي المغـرب فثمـة قراءتـان، الأولـى تقـول: ا فـي الإصلاحـات، لكن ـه يحت ـاج إل ـى مزي ـد مـن الوقـت لجن ـي ً إن المغـرب قـد قطـع شـوط
Made with FlippingBook Online newsletter