العدد الثاني من مجلة لباب

| 32

فـي صناعـة فينومينولوجيـا سياسـية جمعيـة تتطلـع إلـى المسـتقبل بوعـود زائفـة. يسـقط هـؤلاء ى بــ “البرهـان بنـاء علـى تضخيـم إنجـازات السـلطة”، ويؤسسـون لتفاؤليـة سـاذجة َّ سـم ُ فيمـا ي يطبعهـا تجاهـل مطبـات الواقـع السياسـي. لا يحكـون عـن الجوانـب البنيويـة لاشـتغال منظومـة التسـلط بمزيـد مـن الصـدق، وتتـراوح آراؤهـم بـ الإنـكار الانتهـازي للحقيقـة والإنـكار غيـر ـل الشـقي لمبـدأ الواقـع واسـتبدال إرضـاء رغبـات ُّ ث َ م َّ الشـعوري الهـادف إلـى التغاضـي عـن الت ويوضـح عال ـم النف ـس التحليل ـي، .)Phebe Cramer) (52( مثالي ـة بــه، كم ـا يق ـول فيب ـي كرام ـر ـل لأي مـن عصـف بـه جنـون ِّ ل َ ه ُ مصطفـى صفـوان، فـي هـذا الشـأن “صرنـا أمـة مسـتعدة لأن ت مـن جديـد. إنهـا أمـة تنتظـر َّ ج َ ـو ْ ع ُ م الم ِّ و َ ق ُ ـا أنـه الأوحـد الـذي سـي ً العظمـة (الميجالومانيـا)، مدعي .)53( ا غي ـر خيب ـات أمـل متكـررة” ً مجـيء المنقـذ، إلا أنهـا ل ـن تجنــي شـيئ وجــود ارتبــاط بليــغ بــ أنظمــة )10 نتائــج التحليــل التقابلــي الثنائــي (الشــكل رقــم ِّ تبــ الديمقراطي ـة الفعلي ـة والمس ـتويات المنخفضـة م ـن أخـ ق العائلي ـة. وتتع ـارض ه ـذه الأنظم ـة علـى هـذا المسـتوى مـع الأنظمـة المسـتبدة غيـر العقلانيـة التـي تسـجل معـدلات مرتفعـة علـى ﻏﲑ ﺧﻴﺒﺎﺕ ﺃﻣﻞ ﻣﺘﻜ ﺮﺭﺓ") .(53 æ ﺗﺒﻴ ﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ )ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ (10 ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻠﻴﻎ ﺑﲔ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ. ﻭﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﳌﺴﺘﺒﺪﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﻌ ﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺠﻞ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌ ﺎﺋﻠﻴﺔ ﻏﲑ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﲢﺎﻓﻆ ﺣﱴ ﺁﺧﺮ ﺭﻣﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﳉﻴﻨﻴﺎﻟﻮﺟ ﻲ . ﻭﺍﳊﻖ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑ ﺎﻟﺮﻏﻢ ∆ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ، ﺗﻨﺘﻤﻲ ﰲ ﳎﻤﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺣﻴﺰ ﺍﻷﻭﺗﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺎﺕ ﺍﳌﺆﺳ ﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺭﻭﺙ، ﻭﻫﻮ ﻣ ﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﰎ ﺗﻮﺿﻴﺤﻪ ﺳﻠﻔﹰ ° ﺍﳌﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍ ﺎ. ﻭﲤﻴﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍ ﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻌﺪﻻﺕ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺍﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﳌﺘﻼﺯﻣﺔ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺜﲑ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﰲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌ ﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻦ ﳐﺘ ﻠﻒ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ. ﺗﺆﻛﺪ ﻫ ﺬﻩ ﺍﻟﻨ ﺘﺎﺋﺞ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺧﻮﺍﻥ ﻟﻴﻨﺰ ) Juan Linz ( ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻛﻤﻌﻴﺎﺭ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ (54) ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﳚﺮﻱ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ . ﺎ ﻟﻦ ﲡﲏ é ﺎ ﺃﻣﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﳎﻲﺀ ﺍﳌﻨﻘﺬ، ﺇﻻ ﺃ é ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﺇ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) (10 ﻳﻮﺿﺢ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﺑﻠﻲ ﺑﲔ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ É )ﺍﳌﻴﺠﺎﻟﻮﻣﺎﻧﻴﺎ(، ﻣﺪﻋﻴ  ﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴ ﻘﹶ æ ﻮﻡ ﺍﳌﹸ Ã ﻌ ∫ ﻮ ∆ ﺝ

24

Made with FlippingBook Online newsletter