59 |
الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي
. الفعالية السياسية وجواب الشرعية 3.2 المقصــود بالفعاليــة السياســية الوصــول إلــى «الحكــم» وممارســة الســلطة فــي إطــار تنظيمــي متكامـل يحمـل شـرعيته الدينيـة المسـتقاة مـن السـردية الإسـ مية، ولكـن فـي ملاءمـة مؤثـرة مـع الواقـع (بغـض النظـر عـن صحـة مـا تقـوم علي ـه هـذه الفعالي ـة مـن عدمهـا). والفعالي ـة ـا- خطـاب يعلـن إنجـاز المطابقـة بـ واقـع السـلطة وشـرعية النـص فـي الحـال، فهـو ّ ً -عملي يقــدم إجابــة علــى ســؤال الشــرعية حــول الحكــم بإعلانــه إســ مية الســلطة فــي محــاكاة لـ»الخي ـال السياسـي» لجمهـور المسـلمين، ومـن موقـع «السـلطة» نفسـها لتأكي ـد شـرعيتها. ويمكـن القـول: إن التيـار الرئيسـي الإسـ مي قـد وصـل إلـى مرحلـة مـن الفعاليـة السياسـية في ـا، حيـث اسـتطاعت حركة ّ ً تفاعـل مـع ثـورات الربيـع العربـي، ولـو لفتـرة ليسـت بالطويلـة زمني ـا لمـا جـاء فـي السـردية الإسـ مية مـع ً الإخـوان المسـلمين الملاءمـة بـ «الحكـم الشـرعي» وفق «حريـة الاختيـار» أو «الديمقراطيـة» التـي جـاءت بهـا ثـورات الربيـع العربـي، فحسـمت موقفهـا ـا، وقدمتهـا ً ا ممكن ً -ولـو ببعـض التحفـظ- مـن شـرعية الدولـة القطريـة الحديثـة ووجدتهـا أمـر عل ـى م ـا اسـتقر ف ـي ضمي ـر أتباعه ـا م ـن أن لا شـرعية إسـ مية إلا لنم ـوذج الخلاف ـة (ودون ا مـن الجمهـور العربـي والإسـ مي ووصلـت ً ا واسـع ً التخلـي عنهـا). فجذبـت شـرائح وجمهـور بفعاليتهــا السياســية إلــى ســدة الحكــم فــي مصــر، بفــوز محمــد مرســي فــي الانتخابــات . وبالتـوازي، تصـدرت بعـض فروعهـا أو المشـابهة لهـا بقيـة الثـورات «مثـل 2012 الرئاسـية عـام النهضـة فـي تونـس»، أو التـي تبنـت أطروحاتهـا فـي معظـم دول العالـم العربـي. يرتقـي وصـول الإخـوان إلـى السـلطة فـي مصـر بأهميتـه إلـى مسـتوى أهميـة الحركـة نفسـها، ـا وقامـت باسـم إعـادة إحيـاء الخلافـة، وهـي الحركـة ّ ً فهـي الحركـة الإسـ مية الأقـدم تاريخي «الأم» التـي تناسـلت منهـا أو خرجـت منهـا أو عنهـا معظـم الجماعـات الإسـ مية الأخـرى، ولديهـا أذرع وقـوة ثقافيـة، وأخـرى سياسـية، فـي معظـم الـدول العربيـة، وكذلـك فـي دول إسـ مية عـدة، واسـتطاعت أن تصـل إل ـى رئاسـة إحـدى أهـم ال ـدول العربي ـة إن ل ـم تكـن د علـى أن «الإسـ م هـو الحـل»، وبتحالـف إسـ مي ِّ أهمهـا علـى الإطـ ق، وببرنامـج يشـد
Made with FlippingBook Online newsletter