العدد الثاني من مجلة لباب

61 |

الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي

أو «حريـة الاختيـار»، وكان مسـار تجربتـه فـي سـياق الربيـع العربـي، أشـبه بقطـار يصـدم قطـار ا مـن لحظـة ً ـا لوجـه مسـتفيد ً حركـة الإخـوان المسـلمين وعمـوم تيـارات الإسـ م السياسـي وجه ضعفهـم، فهـو مـن الناحي ـة السياسـية واللحظـة التاريخي ـة اسـتهدف تجربـة الإخـوان بشـكل ض شـرعيتهم ِّ تهـم» بمـا يقـو َّ ـا علـى التأكيـد علـى «كفرهـم ورد ً مقصـود ومباشـر، وكان حريص الدينيـة، علـى الرغـم مـن أنهـم كانـوا يتعرضـون -لاسـيما فـي مصـر- للملاحقـة مـن الحكـم ا علـى دولتـه ً لون خطـر ِّ العسـكري الجديـد بعـد الإطاحـة بهـم، ومـن المفتـرض أنهـم لا يشـك البتـة، وحتـى فـي نطـاق دولتـه كان الاتهـام بالانتمـاء للإخـوان يعنـي الحكـم بالـردة والقتـل، أو الاسـتتابة علـى الأقـل. وبلـغ التنظيـم مرحلـة متقدمـة مـن التأثيـر العسـكري والسياسـي، باسـتدعائه نمـوذج الخلافـة ، ومـن ثـم إعلانـه إياهـا علـى رقعـة مـن الأرض ً كمـا جـاء فـي «السـردية الإسـ مية»، هـذا أو ـا: كان ـت الملاءمـة المؤث ـرة والمواءمـة عل ـى هـذا الأسـاس، حي ـث ً فـي «العـراق والشـام»، ثاني أقـام «خلافـة» وفـق شـروط دينيـة تاريخيـة ولكـن علـى «أرض الواقـع»، وهـو مـا لـم تفعلـه أيـة حركـة إسـ مية منـذ نشـأة الدولـة العربيـة الحديثـة. واسـتطاعت دولـة التنظيـم بهـذا أن تجـذب ا ومقاتل ـ م ـن ع ـدة دول إس ـ مية وحت ـى غربي ـة أو م ـن بقي ـة الح ـركات الإس ـ مية ً أنص ـار لاسـيما الجهادي ـة، وعمل ـت عل ـى إعـادة تأهيله ـم ليتلاءم ـوا م ـع تعاليمه ـا المتشـددة وكأنه ـا اسـتعادة لانبع ـاث الإسـ م، واسـتعملت وسـائل الاتصـال الحديث ـة لتروي ـج تعاليمهـا خـارج أرضهـا وعلـى نطـاق عالمـي. قـد يبـدو تنظيـم الدولـة فـي طـوره هـذا أحـد الأفـكار المتقدمـة علـى تنظيـم القاعـدة، فمـن الناحي ـة الفكريـة قفـز مـن التمهي ـد لإقامـة الخلافـة إلـى إعـ ن «الخلافـة» مباشـرة فـي حي ـز ـا مـن العـراق، ولـم ً ـا مـن الشـام وبعض ً مكانـي، خـارج حـدود سـايكس-بيكو، فشـمل بعض يعتــرف بالنظــام الدولــي القائــم ولا العلاقــات التــي يقــوم عليهــا. وصــادر بهــذا الشــرعية التـي يقـوم عليهـا تنظيـم القاعـدة، فشـرعيته ليسـت منبثقـة مـن «أميـر قتـال» بـل مـن «خليفـة المسـلمين» ولي ـس مـن «الجهـاد» بـل مـن «الخلافـة» نفسـها، فـ»شـرعيته» بهـذا تتجـاوز تلـك

Made with FlippingBook Online newsletter