63 |
الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي
التـي يحتاجهـا بعـد سـقوطه ويبـدو الآن أنـه يحتـاج إلـى مقـولات بديلـة لإعـادة الحشـد. ـا ً بعبـارة أخـرى، إن التنظيـم أراد القفـز إلـى «الفعاليـة السياسـية» بإعلانـه «الخلافـة» كونهـا مطلب ـا لتطلعـات الشـعوب الإسـ مية، دون أن يصـل إليهـا مـع شـرعية إسـ مية كافيـة، ودون ً جاذب أن يملـك أجوبـة للملاءمـة بـ النـص والواقـع ولـو علـى الأقـل علـى الصعيـد السياسـي. فهـو لـم يأخـذ بالاعتبـار أن الشـرعية الدينيـة فـي هـذا العصـر كمـا فـي كل عصـر راهـن، لـن تمـر إلا بـ يـدي المجتمعـات وواقعهـا المعاصـر، بمـا يتضمنـه مـن تحديـات ومصـالح وقيـم، تختلف عـن النمـوذج التاريخـي الـذي اكتفـى باسـتدعائه وأراد أن يعيـد تكويـن الواقـع ليتـ ءم معـه عبـر الشـدة والعنـف. ـا للإسـ ميين ً ل تحدي َّ ولكـن رغـم أن التنظيـم لـم يبلـغ الفعاليـة السياسـية الموصوفـة، لكنـه شـك ــا وصدمــة للضميــر الإســ مي. إن تنظيــم الدولــة اعتمــد فــي التدليــل علــى صحــة ً عموم نموذجــه لـ»الخلافــة» ووجــوب إقامتهــا بنفــس الإرث الفقهــي والدينــي الــذي يســتند إليــه عمـوم الإسـ ميين -ومـا اسـتقر فـي وعـي عمـوم المسـلمين- فـي تبريـر نموذجهـم الأسـاس، الـذي يدعـو لعـدم التمييـز بـ الديـن والسياسـة، لا بـل اعتمـد أصـح مـا ورد مـن أحاديـث م الإس ـ ميون بأولويته ـا ف ـي َّ ا م ـن المق ـولات الت ـي طالم ـا س ـل ً ولي ـس أضعفه ـا، وأحي ـا كثي ـر إقامـة الدولـة، مثـل: إقامـة الحـدود، وتفعيـل الحسـبة والأمـر بالمعـروف والنهـي عـن المنكـر، عـن النمـوذج الاجتماعـي المتشـدد الـذي تبنـاه ً ومـا إلـى ذلـك مـن واجبـات سياسـية فضـ تحـت بقيـة صفحـات التنظيـم ومـا ُ قوتـه الناعمـة، ف ِّ س ُ التنظيـم. وبسـقوط «أرض الخلافـة»، أ تتضمنـه مـن مآخـذ عليـه ومـا ارتكبـه مـن «عنـف شـديد» حتـى ضـد مـن جـاء -بحسـب لغـة التنظيـم- ليخرجهـم مـن «حكـم الجاهليـة» إلـى حكـم «الإسـ م»، أي حاضنتـه ومـن يفتـرض أنـه جـاء لاسـتنقاذهم. ـا ً ـا قائم ً ا لتيـار الإسـ م السياسـي، فإنـه سـيبقى تحدي ّ ً وعلـى الرغـم مـن أن التنظيـم كان مضـاد وأحـد الأسـئلة الكبيـرة التـي يجـب عليهـم الإجابـة عليهـا. ومـن الواضـح بالمقابـل أن حركـة الإخـوان المسـلمين، قـد بلغـت مرحلـة متقدمـة مـن «الفعاليـة
Made with FlippingBook Online newsletter