| 68
عـن الأيديولوجيـة، وكان موقـف القاعـدة هـذا أحـد ً خصومـة عقائديـة مـع الإخـوان فضـ ع به ـا لانش ـقاقه عنه ـا. َّ أسـباب مفارق ـة تنظي ـم الدول ـة له ـا، أو م ـن المب ـررات الت ـي ت ـذر وكذلـك فعـل التيـار السـلفي؛ حيـث انخـرط بـكل مشـاربه فـي العمليـة السياسـية أو أصبـح أحـد الفاعلـ فيهـا سـواء بالـرأي أو بالعمـل وتجـاوز ذاك الجـدال الدينـي المعتـاد منـه حـول م المشـاركة ِّ كفـر بعـض الممارسـات السياسـية مـن عدمـه، حتـى إن التيـار الغالـب فيـه كان يحـر بالقطـع فـي الانتخابـات البرلمانيـة أو الانتمـاء للشـرطة أو الجيـش؛ وإذا بـه -علـى سـبيل المثـال فـي مصـر- يرشـح للرئاسـة أو يقتـرع لهـا ولسـواها مـن أجهـزة الدولـة، دون الإشـارة المعتـادة إلـى كفرهـا. هـذه القفـزة فـي الحقيقـة ليسـت بعيـدة عـن إعـادة التشـكل الأيديولوجـي لاسـيما لاكتسـاب القــوة الناعمــة، فالإســ ميون لا يتمســكون ببعــض «التصــورات» أو «المعتقــدات» فقــط ـا ف ـي بنائه ـم التنظيمـي أو الأيديولوجـي ً لاسـتمرارهم بالاعتق ـاد به ـا، ب ـل لاسـتقرارها أحيان ـا مـن ضميـر الجمهـور، أو يتيقنـوا ً رغـم تراجعهـم عنهـا، ولكـن لمـا يدركـوا أنهـا سـقطت تمام مـن تحجرهـا أو تحولهـا إلـى معـوق يحـول دون تقدمهـم فـي رسـالتهم الأيديولوجيـة، فإنهـم يتجاوزونهـا، وخاصـة فـي المحطـات التأسيسـية الكبـرى، ولكـن بهـدي أو تأويـل مسـتمد مـن السـردية الإسـ مية نفسـها. وبقـدر مـا تبـدو هـذه العمليـة وكأنهـا انتقائيـة إلا أنهـا تسـتند علـى «السـردية الإسـ مية» نفسـها، التـي تقبـل التجديـد بشـروط دينيـة تعتقـد الحـركات الإسـ مية أنهـا «تـدرك» حدودهـا. إن سمـة التأقل ـم والتكي ـف الأيديولوجـي مـع ظـروف الواق ـع قديمـة وهـي سمـة أساسـية ف ـي السـردية الإسـ مية نفسـها، وربمـا يمكـن تشـبيه مـا حصـل فـي «الربيـع العربـي» أو فـي بعضـه ـا، وبوصفـه محطـة تأسيسـية كبـرى لمـا بعـده، بمـا حصـل فـي ً ا مفاجئ ً مـن حيـث كونـه تغييـر موضــوع التدويــن فــي صــدر الإســ م مــع بعــض التحفــظ حيــث يجــب، وهــو مــن أبلــغ ن ـي علي ـه الإسـ م نفسـه، ه ـو انتق ـال تعاليم ـه م ـن عصـر الرواي ـة ُ ـا ب َّ م ِ الأمثل ـة وأقدمه ـا. فم م إلـى عصـر التدويـن رغـم شـيوع النهـي عـن َّ ـى الله عليـه وسـل َّ الشـفوية لأحاديـث الرسـول صل
Made with FlippingBook Online newsletter