العدد الثاني من مجلة لباب

| 70

، تكرســت مســألة ً ويــدرك حقيقــة الحاجــة إليــه ومقاصدهــا، فخــ ل الربيــع العربــي مثــ ــه صناديــق الاختيــار وفــق الطريقــة الديمقراطيــة َ الحريــات أكثــر مــن ذي قبــل ولــم تواج ـا. ّ ً ا غربي ً بالإن ـكار، وتراجـع التحف ـظ عليهـا المقت ـرن بتكفي ـر بع ـض أشـكالها أو اعتب ـاره غـزو وعلـى المسـتوى الثانـي، فـإن هـذه المحطـات قـد تدفـع بتيـارات أو حـركات إسـ مية أخـرى باتجـاه التيـار الإسـ مي الرئيسـي، وهـو مـا حصـل مـا بـ شـرائح سـلفية واسـعة مـع الإخوان، حيـث وصلـوا إلـى الحكـم والبرلمـان بتحالـف واسـع ضـم الطرفـ إلـى جانـب آخريـن. حتـى مت بمب ـدأ التغيي ـر عب ـر الشـارع. َّ القاعـدة نفسـها سـل ـا ً أمـا بخصـوص السـؤال الثانـي، مـاذا بقـي مـن «الإسـ م السياسـي» بعـد الانحسـار؟ فإنـه وفق للسـلم الأيديولوجـي، ومـا تتضمنـه هـذه الأخيـرة مـن قـوة ناعمـة، فـإن التيـارات الإسـ مية إذا مـا فقـدت فعاليتهـا السياسـية فإنهـا سـتعود مـرة أخـرى للبحـث عـن ملاءمـة جديـدة كل فـي مجالهـا، وفـي الأثنـاء ستتمسـك بالأصـل الـذي يقـرر شـرعيتها، وهـو مـا يحصـل فـي الوق ـت الراه ـن. ولي ـس م ـن المتوق ـع أن يخ ـرج الإس ـ ميون م ـن ه ـذه المتوالي ـة نح ـو فضـاء أرحـب أو أن يخرجـوا مـن المشـهد السياسـي لاسـيما العرب ـي، إلا إذا حصل ـت فـي التي ـارات الإسـ مية تحـولات جذريـة وفـي هويتهـا التنظيميـة والأيديولوجيـة، أو أن يحـدث تحـول كبيـر فـي المجتمعـات العربيـة نفسـها. ولكـن قبـل الحديـث عـن الإسـ م السياسـي، يمكـن إيـراد ملاحظـات لا يمكـن القفـز فوقهـا ـا للتيـار الإسـ مي الرئيسـي، ّ ً ل تحدي ِّ وسـيكون لهـا تأثيرهـا علـى عمـوم الإسـ ميين وستشـك أبرزهـا: ـا لا ينتم ـي لأي ً ـا بإعلان ـه الخلاف ـة وه ـو حتم ّ ً ـا ل ـم يع ـد جهادي ّ ً : أن تنظي ـم الدول ـة عملي ً أو تصنيـف ضمـن بقيـة التيـارات الإسـ مية ويشـكل نموذجـه الخـاص، وليـس مـن المتوقـع أن سـس شـرعيته وشـرعية «الخلاف ـة» الت ـي ُ ا) لا ب ـل تتع ـرض أ ً يسـتعيد فعاليت ـه (الموصوف ـة سـابق عـن جمهـوره ً أقامهـا للتشـكيك، بسـبب اعتمـاده علـى العنـف المفـرط ضـد حاضنتـه فضـ ومؤيدي ـه ولأسـباب أخـرى.

Made with FlippingBook Online newsletter