العدد الثاني من مجلة لباب

| 72

ـا، وذلـك رغـم أن حفتـر ليـس «ولـي أمـر» حتـى بأدنـى المعاييـر المدخليـة، ّ ً المعتـرف بهـا دولي لكـن الموقـف المدخلـي يسـتبطن الطاعـة للمركـز السـعودي؛ حيـث يـرى ملاءمـة فـي «ولايـة ـر موقـف المملكـة َّ الأمـر» هنـاك، النمـوذج والمركـز الـذي يجـب أن يحتـذى، وبالتالـي إذا تغي ). ف ـي ه ـذا الس ـياق، يمك ـن فه ـم انخ ـراط التي ـار المدخل ـي ف ـي 54( ـر موقف ـه َّ م ـن حفت ـر تغي محاربـة حركـة الإخـوان المسـلمين علـى مسـتوى الإقليـم، وهـو يعتمـد علـى مفهـوم «الطاعـة لـولاة الأمـر» الذيـن خرجـت عليهـم الحركـة إبـان الربيـع العربـي، كمبـرر للحـد مـن نفوذهـا علـى الأقـل فـي المجـال السياسـي السـعودي، علـى امتـداد العالمـ العربـي والإسـ مي. ولكـن ليـس مـن المرجـح أن تنقطـع الصلـة بـ السـلفية فـي السـعودية، لاسـيما غيـر الرسميـة، والإخ ـوان المس ـلمين. وتفصي ـل ذل ـك أن التح ـولات الأخي ـرة الت ـي ش ـهدتها المملك ـة س ـواء ـل هـذا المركـز لبع ـض ِّ عل ـى الصعي ـد الدين ـي أو السياسـي، أعطـت رسـالة أنه ـا ل ـم تع ـد تمث التيــارات الســلفية (ليــس كلهــا بالطبــع)، وهــذا يعنــي أنــه يتعــ علــى هــؤلاء أن يجــدوا إجابته ـم ف ـي اسـتقلال نسـبي عـن المملكـة وفرصت ـه للنمـو سـتكون خارجه ـا أكب ـر. ويأت ـي ـا مـن سمـات مـع حركـة ّ ً ، لمـا يتشـاركه تاريخي )55( علـى رأس هـؤلاء التيـار السـلفي الصحـوي الإخـوان أو مـع مـن يـدور فـي فضائهـا مـن الناحيـة الفكريـة، وبسـبب مـن تاريخـه ومسـاره السياسـي فـي رفـض التحال ـف مـع الغـرب ضـد دول عربي ـة وإسـ مية كمـا هـو شـأنه فـي التسـعينات، حيـث كان هـذا التيـار يرفـض الاسـتعانة بالقـوات الأميركيـة فـي حـرب الخليـج الثانيـة. وبسـبب هـذا التيـار السـلفي وأمثالـه أو مـن يشـبهه حتـى مـن الشـخصيات المسـتقلة، مـن أن تضعـف، وسـيكون التيـار الصحـوي عنـد ً فـإن الصلـة بـ التياريـن قـد تتعـزز بـد تراجـع الخصومـة هـو الجسـر الـذي يصـل بـ الاثنـ ، بـ تيـارات الإسـ م السياسـي وبقيـة التيـارات السـلفية. وعلـى الصعيـد الرمـزي ومـا تتميـز بـه التيـارات السـلفية مـن حـرص علـى النـص أو علـى إعمالـه فـي الواقـع فـإن تيـارات الإسـ م السياسـي سـتتعزز قـوة أيديولوجيتهـا الناعمـة بالمقابـل.

Made with FlippingBook Online newsletter