75 |
الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي
طريقـة تطبيقـه، سـيصل صـداه إلـى كل التنظيمـات المحسـوبة علـى التيـار الإسـ مي الرئيسـي، ا مـن أيديولوجيتهـا الناعمـة، ً وفـي كل الـدول، ولكـن سـتعوزه الملاءمـة المناسـبة ليكـون جـزء لأنـه لا يحظـى بتوثيـق عـال مـن النـص علـى أنـه جـزء مباشـر أو علـى صلـة مباشـرة بواجبـات المسـلمين الدينيـة اليوميـة، وإن كان لا يخـرج عنهـا. وهـو تحـد سـيعيد الإسـ ميين إلـى المربـع الأول، إل ـى البحـث عـن فقه ـاء لديه ـم الق ـدرة عل ـى الاسـتفادة مـن القف ـزة الت ـي حققوهـا علـى صعيـد ثـورات «الربيـع العربـي» لتأسـيس منظومـة سياسـية جديـدة ذات صلـة مباشـرة بالسـردية الإسـ مية فـي وعـي الجمهـور، وذلـك بانتظـار فرصـة جديـدة لقفـزة أخـرى نحـو «الفعاليـة السياسـية». ـا: عل ـى الرغـم م ـن حاجـة حركـة الإخـوان المرحلي ـة إل ـى الفصـل الت ـام ب ـ «الدعـوي ً ثالث والسياسـي» لصـالح الأخيـر، وعلـى الرغـم مـن قـوة مؤيـدي هـذا التوجـه، إلا أنـه يبـدو مـن الصعـب أن تلجـأ إلـى هـذا الخيـار، لأن التخلـي عـن «الدعـوة» كأسـاس لأيديولوجيتهـا يعنـي عمـا ً التخلـي عـن أسـاس قوتهـا الناعمـة والتخلـي عـن تأييـد أصـل دينـي «لدعوتهـا» فضـ يعني ـه ذل ـك مـن التخل ـي عـن الإرث والتكي ـف التاريخـي للحركـة مـع هـذا الأصـل ال ـذي يـكاد يسـاوي جوهـر وجودهـا. فالأقـرب إلـى حركـة الإخـوان المسـلمين بشـكل عـام أن تتجـه ـا دون أن تتحـدد صورتـه النهائيـة ّ ً نحـو مزيـد مـن التمييـز مـا بـ «الدعـوي» والسياسـي» تنظيمي علـى الأقـل فـي المنظـور القريـب، وهـو جـزء مـن المراجعـات التـي تعصـف بالحركـة وفروعها، ا لملاءمـة جديـدة أكثـر صعوبـة مـن ً ا جديـد ً لأن هـذا التوجـه الجديـد يتطلـب مـن الحركـة جهـد ذي قبـل، ولأنـه سـيعيد الحركـة إلـى مناقشـة علاقـة الدينـي بالسياسـي مـرة أخـرى، ولكـن مـن منظـور نقـاش: إسلامي/إسـ مي حـول كيفيـة الملاءمـة بـ الديـن والسياسـة فـي الواقـع الراهـن -ولي ـس نقـاش إسـ ميين فـي مقاب ـل علماني ـ أو قومي ـ - وسـيعتمد عل ـى تأوي ـل ـا فـي معظـم إنتـاج الإسـ ميين فـي ً النصـوص أو تحقيـق مقاصدهـا وهـو منحـى أصبـح واضح الفتـرة الأخيـرة، وسـتجد الحركـة نفسـها مضطـرة لأن تبـرر نفسـها أمـام جمهورهـا أو لتوعيتـه ـا ّ ً ـا ضروري ً عـن جمهـور المسـلمين بارتبـاط مجموعـة مـن القيـم الحديثـة بالديـن ارتباط ً فضـ
Made with FlippingBook Online newsletter