| 76
ا، كالحريـات وحقـوق الإنسـان والمواطنـة ومقاومـة الاسـتبداد ومـا يشـبهها، فـي حـ ً ومباشـر مـن الإسـ ميين لصـالح توجـه لطالمـا نـادوا بـه، سـواء مـن ً أن القـوى الأخـرى سـتراها تنـاز الليبراليـ أو اليسـاريين وسـواهم، ولكـن بمعـزل عـن الديـن. إن ملاءم ـة هـذه القي ـم م ـع الدي ـن ف ـي بيئ ـات أكاديمي ـة أو حت ـى ل ـدى جمه ـور الإسـ ميين ا م ـن أيديولوجي ـا ً ـا ق ـد يك ـون مهم ـة س ـهلة، ولك ـن حت ـى تصب ـح جـزء ً ـا وأحيان ً يب ـدو ممكن الإسـ ميين الناعمـة فلابـد أن تكـون علـى صلـة مباشـرة بدلالـة النـص وبتأييـد مـن السـردية ـا تب ـدو هـذه المهمـة صعب ـة عندمـا ي ـراد تقديمهـا لعمـوم المسـلمين، إلا أن ً الإسـ مية، وأحيان مـا يخدمهـا أنهـا ارتقـت خـ ل الربيـع العربـي وثوراتـه الشـعبية أكثـر مـن ذي قبـل إلـى كونهـا ـا» ل ـدى ً مات و»إجماع َّ مش ـتركات إنس ـانية تحق ـق مقاصـد الش ـريعة، لكنه ـا ل ـم تصب ـح مس ـل المجتمع ـات الإسـ مية. طريـة، سـيتعزز ُ وفـي الختـام، هـذا لا يمنـع بـل يؤكـد أن التغييـر «الدولتـي» فـي سـياق الدولـة الق ا وبوضـوح ً ـا كبيـر ً أكثـر لـدى حركـة الإخـوان المسـلمين ومـا يشـبهها، فهـي لأول مـرة تدفـع ثمن مـن أجـل المحافظـة عل ـى سـلطة شـرعية فـي دول ـة قطري ـة -دول ـة المركـز مصـر- أو بسـببها، )2013 أغسـطس/آب 14( » فالقت ـل الـذي تعرضـت لـه الحركـة وأنصارهـا فـي «مي ـدان رابعـة ً ، ومـا رافقـه أو ت ـ ه مـن اعتقـالات لرموزهـا ولرئي ـس شـرعي منتخـب ويمثلهـا، فضـ )60( ا م ـن رؤي ـة الحرك ـة وم ـن ً ع ـن انخراطه ـا ف ـي عم ـوم ث ـورات «الربي ـع العرب ـي»، أصب ـح ج ـزء هويته ـا الجدي ـدة الت ـي ه ـي قي ـد الصياغ ـة، وسيس ـهم ف ـي تكري ـس ش ـرعية الدول ـة العربي ـة الحديثـة فـي خطابهـا الإسـ مي، وقـد يصبـح مفهـوم «الخلافـة» بالنسـبة إليهـا واقعـة تاريخيـة ـة أو حاكمـة أكثـر ممـا هـو حقيقـة دينيـة واجبـة الوجـود بذاتهـا. َ م ِ ه ْ ل ُ ذات قيـم م ومـن الواضـح أن مسـار الإسـ ميين بعـد الربي ـع العربـي لـن يكـون مث ـل مـا قبل ـه، ستسـعى ل ق ـوة ناعم ـة ِّ عم ـوم الق ـوى الإسـ مية م ـن غي ـر الإسـ م السياسـي لتعزي ـز م ـا تظن ـه يش ـك ب علـى ِّ ، وسـتصو ً ـا أو قبـو ً لأيديولوجيتهـا، وسـتبحث عـن الروايـة التـي تتـ ءم معهـا رفض «الإسـ م السياسـي»، لأن ـه اعت ـاد أن يسـتفيد مـن تراجـع سـواه حت ـى وهـو يتراجـع، ولكـن
Made with FlippingBook Online newsletter