العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

خلفيات الأزمة م، 1995 بعــد تولي الشــيخ حمد بــن خليفة آل ثاني الحكم فــي البلاد عام انتهجت قطر سياســة منفتحة في سياســتها الخارجية، وســعت إلى توســيع شبكة علاقاتها الدولية وشــراكاتها الاســتراتيجية، فقد اســتضافت إحــدى أكبر القواعد الأميركية الجوية في منطقة العديد، بينما ســعت إلى تنويع اســتثماراتها في الدول المختلفة، وفي مقدمتها كبريات الدول الغربية كبريطانيا وألمانيا، وأهم دول الشرق الأوسط كتركيا. م؛ لتخاطب الجمهور العربي، وتتناول 1996 وأطلقت قناة الجزيرة الفضائية عام قضاياه الساخنة، ومعاناته، وتطلعاته، واستقطبت النخب والطاقات العربية المختلفة بــكل أطيافها، وقد حققت بذلك نجاحًا كبيــرًا في صناعة الوعي الجمعي العربي، وسعت إلى لعب دور الوسيط النزيه لحل الصراعات المختلفة في الشرق الأوسط، وقدمت المساعدات الإغاثية والتنموية للكثير من الدول الفقيرة في الشرق الأوسط، وغير ذلك من أدوات القوة الناعمة التي تميزت بها قطر وسياستها الخارجية. هذه السياسات القطرية لم ترق للسعودية وحليفتها الإمارات، لاسيما أن قطر تلتقي مع حليفتها تركيا في موقفها تجاه معظم قضايا الشرق الأوسط بما فيها ثورات م، وشكلت فرصة للتغيير مع نجاحها 2010 الربيع العربي التي انطلقت أواخر عام في إسقاط عدد من الأنظمة القمعية، وقد عملت كل من أنقرة والدوحة على دعم التحول الديمقراطي في دول الربيع العربي. غير أن الانتكاسة التي منيت بها ثورات الربيع العربي مع إسقاط حكم الرئيس م، وانســحاب حزب النهضــة من الحكم في 2013 محمــد مرســي في مصر عام تونس، وتأجيج الصراعات المســلحة في ليبيــا، أضعفت المحور التركي-القطري لصالح المحور الســعودي-الإماراتي الذي نجح في إحباط مكتسبات الثورات عبر دعــم الأطــراف المعادية لها، كما جرى في مصر من دعم لوزير الدفاع عبد الفتاح السيســي؛ للإطاحة بحكم الإخوان المسلمين، وتقديم الدعم للواء المتقاعد خليفة

132

Made with FlippingBook Online newsletter