العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

المبحث الثالث: التدخلات الدوليةفي الشرق الأوسط، والعلاقات التركية-القطرية يتميز إقليم الشــرق الأوســط بأهميته الكبيرة لدى الدول العظمى كالولايات المتحدة الأميركية، وما دونها من الدول الكبرى كروســيا وبعض القوى الأوروبية، والتي تســعى لاختراق الشرق الأوسط باستمرار؛ للحفاظ على مصالحها الحيوية، الأمر الذي يصعد من حدة التوتر والصراع في الإقليم. وترى تركيا وقطر في هذه التدخلات في أحد جوانبها تهديدًا مباشــرًا للأمن القومي، ومن جانب آخر تنافس هذه الاختراقات الدولية المصالح التركية والقطرية. المطلب الأول: مواجهة تهديدات التدخلات الدولية للشرق الأوسط شــكّل العامل الدولي طرفًا رئيسًــا في الكثير من أزمات الشــرق الأوســط، والتي هدد بعضها الأمن القومي لكل من تركيا وقطر أو إحداهما، وسنتناول ثلاثة نماذج منها، وهي: الدوران الأميركي والروسي في الأزمة السورية، والتي تقع على الحدود الجنوبية الشــرقية لتركيا، وكذلك كان العامل الدولي، ممثً في الولايات م، 2003 المتحدة وشــريكتها بريطانيا، أساسًــا في أزمات العراق منذ غزوها عام 384 وهي كذلك دولة جارة لتركيا على حدودها الجنوبية الشــرقية بطول حوالي كيلومترًا، بالإضافة لقضية مكافحة الإرهاب الذي وصل ذروته بإعلان تنظيم الدولة دولة الخلافة في سوريا والعراق، والتي هددت أمن تركيا وقطر، " داعش " الإسلامية وغيرهما من الدول الإقليمية. 2003 أو ً: الغزو الأميركي للعراق عام سعت الإدارة الأميركية على الصعيد السياسي لتغيير أسس النظام العربي عبر إخضاع أحد أهم العواصم العربية، وإنهاء حكم نظام معادٍ، وهو نظام الرئيس صدام حســين، إلى جانب تطويق إيران، أما على الصعيد الاقتصادي فقد سعت الولايات المتحــدة الأميركيــة لإعادة هيمنتها على النفط العربي الذي يشــكل أكبر احتياطي

148

Made with FlippingBook Online newsletter