العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

ثالثًا: التدخلات الدولية في الأزمة السورية تميــزت الأزمة الســورية بتدخل قوتين دوليتين عظمييــن، الولايات المتحدة وروسيا، حيث حرصت الولايات المتحدة على أن ترابط قواتها شمال سوريا شرق نهر الفرات، حيث تتواجد معظم حقول النفط، كما تحاذي الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا وخاصرتها الضعيفة، حيث المتمردين الأكراد على جانبي الحدود في وسط تركيبــة مجتمعيــة يغلب عليها القومية الكردية، فعلــى الجانب التركي من الحدود ، وينفذ هجماته ( (( ينشــط حزب العمال الكردستاني، الذي تعدّه أنقرة منظمة إرهابية ضد أهداف تركية، بينما تتمركز قيادته في جبال قنديل شمال العراق، وفي الجانب ، والتي " وحدات حماية الشعب " الســوري من الحدود تتمركز المليشــيات الكردية تعدّها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردســتاني، بينما تشــكل هذه القوات الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة عسكريّا، . ( (( وتوفر لها غطاء سياسيّا وتعدّ تركيا وجود القوات الكردية على حدودها تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي؛ كونها تسعى إلى إقامة كيان مستقل يمهد للانفصال عن سوريا، والإعلان عن دولة كردية تدعم بالضرورة انفصال جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية، كما يشكل هذا الملف أبرز محطات الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، وقد نجحت تركيا في قطع الطريق على إقامة كيان كردي غرب الفرات عبر توغل جيشها في الأراضي ، وشرق الفرات عبر عملية " غصن الزيتون " ، و " درع الفرات " السورية، خلال عمليات . ( (( " نبع السلام " (1) Emniyet Genel Müdürlüğü, "Türkiye’de halen faaliyetlerine devam eden başlıca terör örgütleri", (9 Şubat 2012). ، الدوحة: " التركية في سوريا: الهواجس والتحديات " نبع السلام " عملية " محمد ياسين نجار، ((( م). 2019 أكتوبر/ تشرين أول 13 مركز الجزيرة للدراسات، ( (3) Türkiye Cumhuriyeti Milli Savunma Bakanlığı, "Tum Yayin", (Erişim 15 Mart 2020).

155

Made with FlippingBook Online newsletter