العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

خاتمة الفصل الثالث يعاني إقليم الشــرق الأوسط من نزاعات محلية وصراعات إقليمية تصاعدت م، والذي أحدث تغييرًا في ميزان 2003 منــذ غزو الولايات المتحدة للعراق عــام القوى الإقليمية، كما زادت وتيرتها في العقد الثاني من القرن الحادي والعشــرين بانــدلاع ثــورات الربيع العربي، وتحول بعضها إلــى أزمات أمنية جلبت تدخلات إقليمية ودولية، كما يتميز إقليم الشرق الأوسط بموقع جيوستراتيجي مهم، وثروات طبيعيــة هائلة في مقدمتها الطاقة، الأمر الذي عزز من أهميته لدى القوى الإقليمية والدولية، من جانب آخر، يمثل الشرق الأوسط مُرَكّبًا أمنيًا معياريًا حيث لا توجد قوة مهيمنة فيه، وتتنازع قواه الكبيرة النفوذ والسيطرة. في ظل هذه الظروف الإقليمية، ســعت كل من تركيا وقطر إلى حماية أمنهما القومــي، وتحقيــق مصالحهما في الإقليم؛ فتركيا القــوة الإقليمية الكبيرة الناهضة تصاعــد دورها الإقليمي وتدخلاتها إقليميا في مواجهــة القوى الإقليمية والدولية الأخرى، بينما سعت قطر إلى لعب دور المستقل النشط بعيدًا عن هيمنة السعودية، كما جمع بين تركيا وقطر المنافســون والأعداء المشــتركون، إلى جانب ســعيهما لتحقيق مصالحهما في الإقليم. أثــرت هذه البيئــة الإقليمية على العلاقــات التركية-القطريــة بصورة كبيرة؛ وســاعدت علــى تحولها من علاقة صداقــة وتقارب في العقــد الأول من القرن الواحــد والعشــرين إلى علاقة شــراكة اســتراتيجية في العقد التالــي، وذلك من ثلاثة أوجه: أو ً: تشــابهت مواقفهمــا من مكونات القضايــا الإقليمية المختلفة، كما في: قضايا التغيرات السياســية في مصر وتونس وليبيا بعد الثورة، والأزمات الأمنية في م حيث دخلت البلاد في أزمة أمنية، وبالتالي 2014 ســوريا واليمن وليبيا بعد عام التعاون والتنسيق في كثير منها.

162

Made with FlippingBook Online newsletter