العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

الأولى لورود أنباء حولها، وأســرعت لتقديم المساعدة المالية العاجلة لمنع انهيار م. 2018 العملة المحلية في تركيا وبشكل خاص في أغسطس/ آب كما ســاهم المجتمع المحلي في تركيا وقطر في تعزيز العلاقات الثنائية عبر المؤسســات المجتمعية الاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها، ومن ذلك: التعاون بين جمعيات رجال الأعمال في الجانبين، وتأسيس جمعية رجال الأعمال التركية- القطريــة، وعقــد اتفاقيات التعاون بين الجامعات كاتفاقية التعاون بين جامعتي قطر وإســطنبول لتبــادل الطلبة والباحثيــن وأعضاء هيئة التدريس ورســائل الدكتوراه، والتعاون في إنشاء المشاريع والدراسات البحثية والأنشطة الأكاديمية. وتمثلت دوافع العلاقة بين الجانبين في أن اســتراتيجية قطر، الدولة الصغيرة، تقوم على الدخول في تحالفات إقليمية؛ لحماية نفسها في بيئة تفتقر للأمن والسلم إلى حد كبير، إلى جانب تحالفاتها الدولية، حيث إنها تقع في بيئة جيوســتراتيجية شــديدة العــداء، ولا بد لها كضرورة حيوية من تنويــع علاقاتها الدولية؛ لمواجهة الضغوط الخارجية التي تزايدت كثيرًا بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، فعلى الرغم من علاقاتها الاســتراتيجية مع الولايات المتحدة، شــعرت بحاجتها الماسة لموازن إقليمي لقوى منافســة لها، كالسعودية والإمارات، وقد مثلت تركيا خيارها الأفضل للعديد من الأسباب، منها: تمتعها بقوة عسكرية واقتصادية كافية لحمايتها، كما أنها قوة مسلمة وسنية تحظى بقبول داخلي، وتتقاطع معها في رؤيتها للكثير من قضايا الشرق الأوسط، بالإضافة للإرث التاريخي الممتد من التعاون المشترك في كثير من محطاته، وهي في ذات الوقت لا تثير معارضة غربية؛ كونها عضوةً في حلف الناتو، كما أن الحاجة لها تزداد مع سعي الإدارة الأميركية للتخفف من الأعباء الخارجية، وتحميــل جزء منها لحلفائها الإقليميين، إلى جانب أن تركيا تلقى قبوً لدى دول خليجية أخرى خصوصًا مع التوسع الإيراني الذي يتهدد منطقة الخليج بأسرها. أما تركيا، القوة الإقليمية الناهضة والتي اتجهت إلى الشــرق منذ تولي حزب م، فســعت إلى التعاون مع شــركاء 2002 العدالــة والتنميــة للحكم في تركيا عام إقليمييــن موثوقين لديهم رؤية اســتراتيجية قريبة من رؤيتهــا تجاه عدد من قضايا

168

Made with FlippingBook Online newsletter