العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

. تصاعد الصراعات الإقليمية 2 في بيئة مضطربة ومتســارعة التغيرات، ومع اســتمرار التهديدات والفرص في الشــرق الأوسط؛ يســعى البلدان إلى المزيد من التعاون والعمل المشترك، وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات، واستغلال الفرصضمن رؤية مشتركة وتكامل الأدوات. م، وتغييب دوره كقوة إقليمية، وزعزعة توازن 2003 فمنــذ غزو العراق عام القوى في الشرق الأوسط؛ تنامت الصراعات الإقليمية بين القوى المتنافسة الإقليمية والدولية، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي تغيرت أنظمة سياسية، واندلعت حروب أهلية؛ سمحت بمزيد من التدخلات والنزاعات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يزيد من دوافع تعزيز التعاون التركي-القطري لمواجهة التهديدات المشــتركة الناجمة عن ذلك. كما تزايدت الضغوط على تركيا وقطر بصورة كبيرة بعد فشــل ثورات الربيع العربي التي أيدتاها، ونجاح منافسيها المملكة السعودية والإمارات باسترجاع مصر إلى محورهما، ولعب دور رئيس في العديد من الدول العربية الأخرى كليبيا واليمن. بالإضافة إلى وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكم وزيارته للسعودية في أولــى جولاتــه الخارجية، الأمر الــذي أعطى المملكة وحليفتهــا الإمارات زخمًا كبيرًا؛ للضغط على قطر بمســتوى غير مســبوق عبر مقاطعتها على كل المستويات الدبلوماســية والسياســية والاقتصادية والاجتماعية، وفــرض حصار بري وبحري وجوي عليها. وعلى الرغم من اســتمرار الحصار على قطر لحوالي ثلاث ســنوات ونصف الســنة، إلا أن الدوحة تمكنت مــن امتصاص الصدمة الأولى، والمحافظة على الاســتقرار الداخلي، والتغلب على الأزمات التي تسبب بها الحصار، لاسيما على المستويين الاقتصادي والسياسي عبر الاستعانة بالأصدقاء وفي مقدمتهم تركيا، وصوً لتراجع دول الحصار عن فرض شروطها على قطر، وفتح أراضيها وأجوائها للرحلات القطرية، الأمر الذي يجعل من إمكانية العودة لمحاولة الضغط على قطر في علاقتها مع تركيا أمرًا مستبعدًا.

177

Made with FlippingBook Online newsletter