العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

تمثــل السياســة الخارجية أحــد أهم مجالات البحث فــي موضوع العلاقات الدوليــة، ولتفســير العلاقات بين اللاعبيــن الدوليين، وفي مقدمتهــم الدول؛ لابد من فهم سياســتها، وتوجهاتها الخارجية في علاقاتها فيما بينها من جهة، وكشــف الاستراتيجيات القومية للدول، وفهمها تجاه بيئاتها الإقليمية والدولية من جهة أخرى. ويتنــاول هذا الفصل فــي مباحثه الثلاثة؛ صنع السياســة الخارجية التركية، وكذلــك القطرية في مؤسســات صنع القرار المختلفة التشــريعية والتنفيذية ذات العلاقــة، إلــى جانب الوقوف على مقومــات البلاد الشــاملة وقدراتها لدى كل من تركيا وقطر، وأخيرًا، دراســة أهداف السياســة الخارجيــة، وأدواتها لكل من تركيا وقطر. المبحث الأول: مؤسسات صنع السياسة الخارجية تختلف مؤسسات صنع السياسة الخارجية في كل من تركيا وقطر؛ تبعًا لنظامهما م 2018 السياســي، ففي الوقت الذي تتبع تركيا نظامًا ديمقراطيًا برلمانيًا حتى عام ورئاسيًا بعد هذا العام، تتبع دولة قطر نظام حكم وراثي. المطلب الأول: مؤسسات صنع السياسة الخارجيةفي تركيا م، بعد فوزه 2002 منــذ وصول حزب العدالــة والتنمية للحكم في تركيا عام في الانتخابات وحصوله على أغلبية كبيرة في البرلمان التركي، بدأ بتغيير سياسات الدولــة، لاســيما على الصعيد الخارجي عبر محاولاته لإبعــاد الجيش عن الحياة السياسية، والتخفف من القيود الكمالية المنصوص عليها في دستور البلاد. وتتشارك عدة جهات حكومية في صناعة السياسة الخارجية التركية بأوزان مختلفة، كما تؤثر جهات غير حكومية في عملية صنع القرار. أو ً: السلطة التشريعية يتولى مجلس الأمة التركي الكبير الكثير من المهام الرئيسة في إدارة العلاقات من الدستور التركي 87 الخارجية للبلاد، حيث يختص هذا المجلس، وفق المادة

17

Made with FlippingBook Online newsletter