المبحث الثاني: مرتكزات السياسة الخارجية لــدى كل من تركيا وقطــر مجموعة من مصادر القوة التــي ترتكز عليها في تحديد توجهاتها، ورســم سياساتها الخارجية، وتختلف مصادر القوة لدى البلدين الأمر الذي يشكل دافعًا للتعاون؛ لتحقيق التكامل، والمصالح المشتركة. المطلب الأول: مرتكزات السياسة الخارجية التركية أو ً: المرتكز التاريخي تحمل تركيا إرثًا كبيرًا يمتد لقرون طويلة، لاســيما في الدولتين الســلجوقية م)، التي بسطت سيطرتها 1923 هـ- 1299 هـ) ووريثتها العثمانية ( 1307 م- 1077( على مســاحات واســعة من قارات العالم القديم الثلاث: أوروبا، وآسيا، وإفريقيا، فقد خضع لها كامل آسيا الصغرى، وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا، وغربي . ( (( آسيا، وشمالي إفريقيا هــذا التراكم التاريخي وهب تركيا خصائص فريدة على المســتوى الإقليمي والدولي، وقد نتج عن ذلك تلاقي أنواع العلاقات المختلفة التي طبعتها عبر التاريخ مع الأنظمة المتحكمة في البنية الدولية. فتركيا ليست كأي دولة قومية ظهرت على الساحة من خلال تطورات الأوضاع السياسية، بل هي نتاج لحضارة حاكمة شكلتها منظومــة عالميــة، وميراث، وأنظمة تاريخية اســتمرت قرونًا عديدة. كما أن الدولة العثمانيــة تعدّ مصدرًا لهذا الميراث التاريخي، وكانت البنية السياســية الوحيدة في . ( (( المنطقة في مقابل أوروبا (1) Stanford J. Shaw - Gökhan Çetinsaya, "Ottoman Empire", The Oxford Encyclope- dia of the Islamic World. أحمد داود أوغلو، العمق الاستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية، ترجمة: محمد ((( جابر ثلجي-طارقعبد الجليل، مراجعة: بشير نافع - برهان كور أوغلو، الطبعة الثالثة، (الدوحة: .88-87 م)، 2014 مركز الجزرة للدراسات والدار العربية للعلوم ناشرون،
26
Made with FlippingBook Online newsletter