تطورت السياسة الخارجية في عهد الجمهورية في ساحة تقاطع شملت ردود الأفعــال المتعلقــة بالميــراث التاريخي الذي ترك بصماته فــي أواخر عهد الدولة العثمانية، مع الضرورات التي يتطلبها الوضع الدولي. وفــي ظــل الأزمات الكبرى التي شــهدها العالم الإســ مي في أواخر عهد الدولة العثمانية، وفقدان النزعتين الإســ مية والقومية التركية دورهما الحقيقي في كمساحة تأثير تتحقق " الحديقة الخلفية " تشكيل الأرضيتين الهامتين لإمكانية تكوين فيها المصالح في حوض القوة السياســية. أدى هذا الوضع إلى توجه إدارة الدولة الجديــدة إلــى إعلان يمكن له أن يلقى القبول مــن الناحية الدولية، وهذا الإعلان الذي صرحت به الدولة يقضي بتخلي الجمهورية عن كل المسؤوليات والطموحات الدولية، ويحتوي على عنصرين أساسيين: الأول: تبني استراتيجية الدفاع عن الحدود القومية والدولة الوطنية، بدً من الاستراتيجية ذات البعد الدولي، والثاني: أن تكون . ( (( الدولة التركية جزءًا من محور الغرب المتصاعد، وليست بديلة أو معارضة له ومع نهاية الحرب الباردة والدخول في حقبة جديدة، ظهر تأثير النزعة العثمانية م عبر خطابات 1993 م و 1987 الجديــدة الذي برز وتصاعد فــي الفترة بين عامي ، الرئيس التركي الأســبق، والذي حاول تطوير سياسة تنسجم مع " تورغوت أوزال " الوضع الدولي الجديد، عبر تشــكيل هوية سياسية وثقافية توائم بين القيم التقليدية والقيم الغربية، والانســجام مع سياســة القوى الكبرى لاســيما الولايات المتحدة . ( (( " الجمهورية الثانية " الأميركية، تحت شعار بعد اســتلام حــزب العدالة والتنمية " العثمانية الجديدة " تجــدد هــذا التوجه المحافظ زمام الحكم، والذي سعى لتكون الدولة التركية جسرًا بين الشرق والغرب، .91 المرجع نفسه، ((( .108-107 المرجع نفسه، (((
27
Made with FlippingBook Online newsletter