العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

، " العمق الإستراتيجي " السياســة الخارجية التركية ورئيس الوزراء السابق، في كتابه مبينا أن تركيا تقع في موقع مركزي لمناطق العبور، ولســاحات صراع نفوذ القوى البرية والبحرية، وبين خطي شرق غرب، وشمال جنوب، وتتقاطع في تركيا النقاط التي تربط الكتلة البرية الأوروآسيوية المركزية مع البحار الدافئة وإفريقيا على خط شــمال جنوب من خلال منطقتي عبور بريتين هما: البلقان والقوقاز، ونقاط عبور بحريــة تتمثل في المضايق، بالإضافة إلى المناطق التي تربط أوراســيا مع منطقتي الشــرق الأوسط وقزوين اللتين تعدان مركزًا للمصادر الجيوقتصادية، أما في اتجاه شــرق غرب فتعدّ شــبه جزيرة الأناضول أهم حلقة في سلســلة حزام شبه الجزر . ( (( الاستراتيجية الذي يطوق القارة الأورآسيوية هــذا الموقــع المتميز يؤهــل تركيا لتصبح دولة مركز لا طــرف في محيطها الإقليمي والدولي، ويســاعدها على الانفتاح على ســاحات تأثير جيوسياســي في ثلاثة أماكن مهمة، أولها: المناطق البرية القريبة، وتضم البلقان، والشــرق الأوسط، والقوقاز، وثانيهما: الأحواض البرية القريبة، وتشمل البحر الأسود، وشرق المتوسط، والخليــج، بالإضافة إلى بحر قزوين، وثالثها: المناطق القارية القريبة، وتدخل فيها . ( (( أوروبا، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا إلى جانب وسط آسيا وشرقها رابعًا: المرتكز السياسي شــكّل وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم منفردًا في تركيا، منذ أن فاز م، تحوً كبيرًا 2002 في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/ تشــرين الثان ‏ي من عام في السياسة الخارجية التركية، فقد أسس الحزب رؤية جديدة أعادت قراءة الإرث التاريخي، وتقييم الواقع، واستشراف المستقبل، ورسمت موقعها في العالم الجديد؛ للتحول من دولة جسرية ليس لها رسالة سوى أن تكون معبرًا بين الأطراف الكبرى إلى دولة مركز قادرة على قيادة الشرق الأوسط، ولعب دور مهم على الساحة الدولية. .142 ، العمق الإستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية أوغلو، ((( .144 المرجع نفسه، (((

29

Made with FlippingBook Online newsletter