العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

خاتمة الفصل الأول تصنع السياســة الخارجية في أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ذات العلاقة، وتختلف وفق النظام السياســي في الدولة، فتركيــا تتبع نظامًا جمهوريًا ديمقراطيًا، تتقاســم فيه الجهات التشريعية والتنفيذية صنع السياسة الخارجية، غير أن شخصية الرئيــس التركــي رجب طيب أردوغان ونفوذه الواســع داخل حزبــه ذي الأغلبية البرلمانية عزز من قدرته على صناعة السياسة الخارجية التركية، كما نجح مع حزبه م في تقليص دور الجيش عبر إجراء التعديلات الدســتورية 2002 الحاكم منذ عام م. بينما تتبع قطر نظامًا وراثيًا، يتمتع فيه الأمير 2017 م، 2010 م، 2007 في الأعوام بمســؤوليات واســعة يعينه عليها مجلس الوزراء إلى جانب مهام مجلس الشورى التشــريعية فــي هذا الصدد، وتحظى عائلة آل ثانــي الحاكمة في قطر بمكانة كبيرة وتاريخ طويل في الحكم ممتد لأكثر من قرن ونصف من الزمن. وتشكل تركيا قوة إقليمية تستند في سياستها الخارجية على موقعها الجيوسياسي المتميز، وعدد سكانها الكبير، وإرثها التاريخي والحضاري العريق، وقوتها الاقتصادية والعســكرية الضخمة، وتسعى لحماية أمنها القومي، وتحقيق مصالحها الوطنية، إلى جانب استعادة مكانتها الإقليمية كقائد إقليمي، وفي سبيل ذلك تُفعّل أدواتها الناعمة والخشنة في القضايا المختلفة. أما قطر فتتمتع بسياستها الخارجية النشطة والمؤثرة مســتندة على مواردها الطبيعية الهائلة في قطاع الطاقة، وقدراتها الإعلامية الكبيرة. وتسعى لحماية أمنها القومي، ولعب دور فعال كصانعة للسلام وراعية للسلم والأمن الدوليين، إلى جانب سعيها لحماية مصالحها القومية ورعايتها.

60

Made with FlippingBook Online newsletter