التنفيذيــة فيها بقــدرة أكبر على صناعة القرار على المســتويين الداخلي . ( (( والخارجي 3 . حاجة قطر الماســة لحليف إقليمي، فقطر بلد صغير من حيث المســاحة الجغرافية وعدد الســكان، وشــبه جزيرة تقع في منتصف الساحل الغربي للخليــج العربــي وتفتقر للعمق الجغرافي، فهــي محصورة بين عملاقين متصارعين؛ الجمهورية الإســ مية الإيرانية في شــرق الخليج والمملكة الســعودية في غربه، وقد تكشّــف لقطر في العديد من الأزمات خطورة الاعتماد على حليفتها الولايات المتحدة وحدها، لذا ســعت للتوازن في علاقاتها الإقليمية، ففي مقابل دول الخليج الكبيرة كالسعودية والإمارات تحتاج إلى شــريك إقليمي كبير كتركيا، فلم تنس القيادة القطرية محاولة م، كما أكد قرار سحب 1996 الإطاحة بالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام م، صحة توجه قطر نحو 2017 م، وحصار قطر، عام 2014 السفراء، عام تركيا، كشراكة استراتيجية تدعم الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية. ويشــكل اختيار قطر لتركيا خيارًا عقلانيًا؛ فهي لا تعد شــراكة مع أجنبي يمكــن الاعتــراض عليه دينيًا عند بعض الجهــات الداخلية، بل هي قوة مســلمة لا تثير حساسيات من هذا الجانب، وهي في ذات الوقت لا تثير معارضــة غربية؛ كونهــا عضوًا في حلف الناتو، من جانب آخر تركيا قوة يمكن الاعتماد عليها؛ لأنها متقدمة عسكريًا واقتصاديًا، كما أن الحاجة لها تزداد مع ســعي الإدارة الأميركية للتخفف من الأعباء الخارجية، وتحميل جزء منها لحلفائها الإقليميين، كما أن تركيا شريك يلقى قبوً لدى دول خليجية أخرى لحفظ الاســتقرار والأمن فيها، خصوصًا مع توسع النفوذ . ( (( الإيراني الذي يتهدد منطقة الخليج .69-68 م)، المواد رقم 1982 ؛ الدستور التركي ( 66 م) المادة 2003 انظر: الدستور القطري ( ((( سياقات الأزمة الخليجية وتداعياتها، حصار قطر: الحواس تقية، – عزالدين عبد المولى ((( .194 ،) 2017 (الدوحة: مركز الجزيرة للدراسات،
69
Made with FlippingBook Online newsletter