العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

المبحث الثالث: العلاقات الأمنية والعسكرية التركية-القطرية شهدت العلاقات الأمنية العسكرية التركية-القطرية كذلك تطورًا كبيرًا ترافق مع تطور العلاقات السياســية، وتعزز بدخول مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين م. 2014 عام المطلب الأول: العلاقات الأمنية التركية-القطرية في إقليم متفجر شــديد الاضطراب كالشــرق الأوســط تتصارع فيه المصالح الدوليــة والإقليمية، تبحث الدول عن تحالفــات تحميها، وتحفظ وحدة أراضيها. ســبتمبر/ 11 فمنذ الغزو الأميركي لأفغانســتان والعراق الذي جاء عقب هجمات ‏م في الولايات المتحدة الأميركية؛ دخل الشرق الأوسط في موجة من 2001 أيلول العنف غير مســبوقة مرورًا بظهور التنظيمات المتشــددة، واتخاذ الغرب لها كذريعة للتدخل المباشــر فــي المنطقة، وصوً إلى اندلاع ثــورات الربيع العربي، وإعادة تشكيل خارطة القوى والتحالفات في المنطقة. لــذا يعــد البعد الأمني وما يتهدد قطر وتركيــا عامً من أهم عوامل التقارب بينهما، حيث يشتركان في الكثير من المهددات الإقليمية والدولية، فالبلدان يطمحان إلى لعب دور مؤثر وفاعل في الشرق الأوسط، كما لا ينتميان لأي من المحورين المتصارعين في الشرق الأوسط، المحور الإيراني والمحور السعودي، ولا تمتلك الدوحة وأنقرة علاقات حميمية بإسرائيل حليفة الغرب وراعية مصالحه في الشرق الأوســط، على الرغم من وجود مســتوى ما من العلاقة مع تل أبيب، كما تقيمان علاقة متقدمة مع حركة حماس المصنف جناحها العســكري على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي. ومــن هذه التهديدات المشــتركة على الصعيد الأمنــي ما ذكره رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو حول التهديدات الإرهابية المتنامية والجماعات الإرهابية المنتشرة في بعض البلدان، والتي تقف خلفها دول وحكومات، وأكد أن العلاقات التركية-القطرية مثال ممتاز على العمل من أجل الاســتقرار والســ م في المنطقة،

96

Made with FlippingBook Online newsletter