..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

لا يجد مفرا من الموت إلا على جثة المهاجم. وفي هذه الحالة يجب أن يأخذ توزيع محاور الهجوم في الحســبان تشــتيت طاقة العدو، وقطع خطوط الإمداد، إضافة إلى ترك منافذ الهرب. في هذه الحالة تكون هزيمة العدو بقتله، تســاوي فراره من أرض المعركة. لكن إذا كان الهدف هو القضاء على العدو، وإنهاء وجوده إلى الأبد، وكان فراره من أرض المعركة، ونجاة مقاتليه من القتل أو الأســر، يعني نوعا آخر من النصر له، وإذا كانت القوة المهاجمة تعي أن أي نقطة من أرض الوطن يفر إليها العدو ستكون يجب تطهيرها منه، فإن توزيع المحاور يجب أن يأخذ في الحســبان " ســرت أخرى " تشــتيت القوة، وقطــع خطوط الإمداد، دون ترك منافذ للهــرب. وهذا يعني من بين مــا يعنــي طول أمد الحرب، واحتمال الإصابات الكثيرة عددا، والعميقة أثرا في القوة المهاجمة. إنه يعني على وجه الدقة أنه بعد الهجوم، وبعد انتهاء المعركة سيكون أحد طرفيها حيا والآخر قتيلا، ولا مكان لخيار ثالث. وهذه العقدة الصعبة كانت واضحة في توزيع المحاور الستة التي أحكمت طوق الحصار على مدينة ســرت، عبر ثلاثة محاور رئيســية، هي: أجدابيا/سرت، الجفرة/ ســرت، مصراتة/سرت، وقد توسعت هذه المحاور في شكل عنكبوتي، كلما تقدمت المعركة نحو مركز المدينة. وتمفصلت إلى ستة محاور قتال هي: - محــور البحر: وكان التقدم فيه بجانب البحــر، وآمره العميد رمضان الزين؛ استشهد لاحقا إثر إصابته في محور وادي الربيع، أثناء التصدي للعدوان على طرابلس في عملية بركان الغضب. - المحور الأوسط: وكان التقدم فيه على الطريق الساحلي، وآمره محمد الضراط (القلاو). - المحور الجنوبي: وكـــان التقدم فيـــه على يمين الطـريق الساحلي، وآمــره إبراهيم رفيدة. - المحــــور الشرقي: وكان التقدم فيــــه من أقــــصى الغرب، وآمره مختار الجحــــــاوي. - محــور الرواغة: وكان التقدم فيه من منطقة الجفرة وأغلب عناصره من ثوار مدينة سبها والجفرة والجنوب عموما، وآمره عبد الرحمن بشير. - أما محو النهر فكان آمره محمد عيسى.

114

Made with FlippingBook Online newsletter